رحلتـــــــــي إلـــــــــــى كنـــــــــــــــدا

الموضوع في '#إبداعاتي' بواسطة أ.ريحـــانـــة غـــزة, بتاريخ ‏29 يوليو 2016.

فيسبوك
أخطاء في برامج التواصل الاجتماعي
  1. أ.ريحـــانـــة غـــزة

    أ.ريحـــانـــة غـــزة مسؤول المنهجية بالدار طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏13 يونيو 2014
    المشاركات:
    1,237
    الإعجابات المتلقاة:
    734
    نقاط الجائزة:
    64
    الجنس:
    أنثى
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته, هنا باذن الله سأكتب خاطرة جديدة, أتحدث فيها عن رحلتي لكندا,

    تعلمت من هذه الرحلة دروس كثيرا, و رأيت أوجها للحياة لم أكن لأراها لو بقيت حيث كنت.

    تعالوا, و اقتربوا لنتعرف عليها سويا, لنأخذ الفائدة, و ننسى الحزن و الألم,

    و تأكدوا من وعد الله تعالى: فإن مع العسر يسرى, إن مع العسر يسرى.


    لن أطيل أكثر من ذلك, تابعوني في: رحلتــــــــــــــي إلــــــــــــــــــى كنـــــــــــــــــــــــدا ,,,,,




    أختكم
    ريحانة غزة
     
  2. أ.ريحـــانـــة غـــزة

    أ.ريحـــانـــة غـــزة مسؤول المنهجية بالدار طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏13 يونيو 2014
    المشاركات:
    1,237
    الإعجابات المتلقاة:
    734
    نقاط الجائزة:
    64
    الجنس:
    أنثى
    حــــــــــــــــــــانت اللحظة الحاسمة,

    حانت ليلة السفر, جلست في غرفتي, في الظلام, و استرجعت الأحداث المؤلمة التي ألمت بي, و المواقف الصعبة التي مررت بها,

    أشعر بحزن عميق, أشعر أني ضعيفة, يائسة,

    أسئلة كثيرة تراودني, و استفهامات تهاجمني, لا أجد لها جوابا !!! هل يعقل أني سأجد هناك حياة كريمة, هادئة ؟؟!!!

    لماذا حدث كل هذا؟!؟ هل هو قدر؟؟! هل سيكون أمرا طيبا و حسنا بعد كل هذا ؟!!

    لا أدري, عاجزة تماما عن التفكير, و موقفي يحرمني من التفاؤل.


    تعرضت للظلم في عملي, رغم أن الصورة واضحة تماما, و أصبت بخيبة أمل متتالية إثر موقف آخر خاص,
    الكل يسأل, ما مصيرها؟!!!؟ ماذا ستفعل ؟!
    هذه الاسئلة الفضولية كانت تجرحني أكثر من الموقف نفسه. لماذا يسألون؟!! ألا يشعرون بألم الشخص,
    الكل يريد أن يبدي رأيه. الكل صاحب الموقف.

    لكـــــــــــــــــــــــــــن .....


    هل يعقل أن أترك هذا المكان الذي ولدت فيه, و لم أعرف لي وطنا غيره؟!!
    هل يعقل أن تنتهي قصة إقامتي على هذه الأرض بهذه السهولة؟!!
    لا أدري شعرت و كأن الأرض تلفظني .....

    آآآآآآآآآآآآآآآآآآه حزينة جدا أنا, و مجروحة, منهكة, لا أريد التفكير,

    هو قــــــــــــــــــدر اللــــــــــــــــــــــــه, و لا يسعني إلا أن أقول : الحمد لله, رضيت يا مولاي, قبلت, الحمد لله .

    اللهم أجرني في مصيبتي و اخلف لي خيرا منها, آمين

    العبرات تنهمر وحدها, لكن لا أريد أن أظهر لأسرتي ضعفي, حتى لا يصيبهم القلق علي.
    أحاول أن أجففها, ليس الآن, ليس الآن وقتك. حين أخلو بنفسي مع ربي, أناجيه, هناك تسكب العبرات.

    ماذا ينتظرني هناك ؟!!!
    يا ربي, كن معي, ساعدني, خفف عني, اشرح صدري, أعني,
    اللهم إني خائفة فآمن روعتي, و حزينة فاشرح لي صدري, و ضعيفة فقوي عزمي,


    أمور السفر باتت كلها مرتبة, و تمضي على الوجه المخطط لها فيه, الأمور طيبة, لا اضطراب.
    الاضطراب في داخلي أنا فقط, الأهل نظراتهم محتارة, بين مودع حزين, و بين متفائل سعيد.
    متفاءلون لي بحياة جديدة طيبة, حياة مختلفة,

    كل هذا و الله يهوووووووووون, أمام شعوري بالأمان على ديني,
    ما مصير التزامي هناك؟!! ما مصير نقابي و قرآني, بلاد كفر, ماذا سأجد فيها؟!!

    إلهــــــــــــــــــــــي, أرجــــــــــــــــــــــوك ساعدنـــــــــــــــــــــــــي !!!!!!

    هناك حيث كنت أقيم, و حيث ولدت, لم أجد راحة و لا أمنا على التزامي, دوما أشعر أن أحدا يراقبني,
    هناك أحد ما خلفي يرافقني, هناك متطفلين على حساباتي عبر الشبكة, ما هذا ؟!!!؟؟ لماذا الخوف؟!!
    هل هم خائفون منا؟!! أم أنهم يريدون زرع الخوف فينا ؟؟؟!! لا أفهم, ما الذي يحدث.
    الأمور متوترة, و الأحوال غير مستقرة. هل ستكون هناك مستقرة ؟!! و أكثر أمانا ؟!!!!

    مستقبل غامض .....


    لكن شعاعا واحد, كان دوما يحسم المعركة, إيماني اليقيني: أن الله لا يقدر لعبده سوءا, و لا يريد بعبد سوء, أبدا.
    هذه كانت تشعرني في نهاية المعركة بالراحة, فتهدأ نفسي, و تتلاشى الأفكار المحبطة ,,,,,




    يتبـــــــــــــــــــــــــــــــــع ,,,,,
     
  3. ام مهند

    ام مهند معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏31 مايو 2016
    المشاركات:
    168
    الإعجابات المتلقاة:
    144
    نقاط الجائزة:
    16
    الجنس:
    أنثى
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    حياك الله استاذه فاتن وجعل الله ما اصابك من محنه ان يكون منحه لك
    ماشاء الله عليك وعلى قوة صبرك واكيد هاد نابع من قوة دينك وايمانك وتوكلك التام على الله سبحانه
    قصتك مؤلمه بمعنى الكلمه اثرت كثيرا في قلبي
    لكن ايضا علمتني درسا عظيما ( كن مع الله ولا تبالي)
    يسر الله لك ياغاليه كل دروب التوفيق والتيسير والسعاده والعون من الله
     
  4. حمامة مكة

    حمامة مكة طالبة بالدار

    إنضم إلينا في:
    ‏16 يناير 2016
    المشاركات:
    111
    الإعجابات المتلقاة:
    101
    نقاط الجائزة:
    13
    الجنس:
    أنثى
    ماشاءالله عليك استاذتنا الفاضلة كل يوم تفاجئينا بما هو جديد في شخصيتك الجميلة,
    الالتزام والثبات على الدين والمواجهة وطيبة القلب وعلمك الذي لا تبخلين به على احد,
    ننتظر منك معرفة بقية ماحدث لنتعلم منك المزيد .

    رفع الله قدرك واجرك بان يفتح عليك من فضله الذي لا ينضب امين::w::w
     
  5. طريق الجنة

    طريق الجنة إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏25 يناير 2016
    المشاركات:
    97
    الإعجابات المتلقاة:
    74
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى
    ما شاء الله لا قوة الا بالله كل يوم أتعلم منك شيء جديد
    انت مصدر قوتنا واصرارنا وثباتنا على هذا الطريق
    وأقول في نفسي لابد من وجود عوائق في كل طريق وكل ما اشعر بالضعف استمد قوة منك
    أعاننا الله واياك على الحق وعلى نشر هدا العلم الطيب
    ننتظر بقية القصة بفارغ الصبر والحماس
     
  6. أ.ريحـــانـــة غـــزة

    أ.ريحـــانـــة غـــزة مسؤول المنهجية بالدار طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏13 يونيو 2014
    المشاركات:
    1,237
    الإعجابات المتلقاة:
    734
    نقاط الجائزة:
    64
    الجنس:
    أنثى

    أنا الآن خارجة للمطار,

    نظرت للبيت طويلا, نظرت لزواياه و أركانه,
    نظرت للساحة الخارجية, كم لهونا هنا و لعبنا في الصغر,
    و كم احتسينا الشاي و تسامرنا في الكبر,

    هذا البيت حيث ولدت و ترعرعت,
    هنا كانت خطواتي الأولى للحياة,
    أشعر و كأني أحمل كيسا ثقيلا, معبأ بالذكريات, أخذته معي.
    لازلت متعلقة, كنت أبحث في كل لحظة, عل شيئا يردني,
    عل شيئا يمنع سفري, لكن دون جدوى,,,,,

    وصلنا المطار, أحاسيس صعبة,
    لم تكن مكللة بالحزن, بل أيضا بشعور الظلم و الضعف.

    بدأت الاجراءات, لكن شيئا يشدني للخلف, آآآآآآه لو تأت لحظة أستطيع معها العودة,

    أنهيت الإجراءات, ودعت الوالدين بحزن عميق,
    دخلت للداخل, أصبحت وحدي, مع نقابي, و ديني الذي أحمله في قلبي,
    بعض النظرات تنظر إلي في ريبة, و البعض الآخر متقبل, و البعض غير مكترث بوجود منقبة.

    اتصلت بي إحدى قريباتي, كبيرة بالسن حافظة لكتاب الله, تحبني و أحبها جدا, و احترمها.
    قالت لي كلمات قوت عزمي, و شدت أزري, جزاها الله عني كل خير.

    قالت لي: كوني قوية كما عهدناك, اصنعي لك صفحات في التاريخ, لازال تاريخ اليوم لم يكتب, فلا تغادريه حتى تسطري لك فيه صفحات.
    أنت مؤمنة بالله, و المؤمن القوي خير من المؤمن الضعيف, فلا تتهاوني في دينك, و هو حق لك. اذهبي يا ابنتي رعاك الله و حفظك من كل سوء, آمين

    كنت بحاجة لهذه المكالمة, و وقتها مناسب.
    لملمت شتات نفسي, و نظرت للأمام, مستشرفة المستقبل بقلب متفائل,
    لمعت عيناي بالأمل, بعد أن كانت تلمع بالدموع.
    قمت من مكاني و تركت خلفي كيس الذكريات, كيس كبير معبأ باللحظات الجميلة, و اللحظات المؤلمة,
    تركته مكاني, حتى لا يثقل مسيرتي, نويت مسيرة جديدة, و حياة جديدة, أريد أن أفعل شيئا لله.
    أريد أن أقدم بين يديه, منطلقة إلى الأمام, لا مجال للنظر خلفي.

    في الطائرة كان نصيبي كرسي بجانب رجل, فوقفت, و لم أجلس,
    طلبت من المضيفة استبدال مكاني برجل لاجلس بجانب امراة. فوعدتني بتلبية طلبي.
    بعد دقائق قالت لي تفضلي معي, ذهبت, و في طريقي للكرسي المنشود, وجدت كرسيان فارغان بجانب عائلة.
    فقلت لها هل هناك أحد هنا؟! قالت على الأرجح لا, لكن انتظري اغلاق باب الطيارة, حتى نضمن عدم وجود أفراد جدد.
    كانت العائلة أجنبية, و نظرت إلي المرأة بريبة, و شعرت بقلق من نيتي بالجلوس بجانبهم.
    هذه المرأة تذكرتها, حين كنت في إجراءات الجوازات, كانت تنظر لي بريبة, غير متقبلة لوجودي مطلقا.
    و لكن الأمر هنا ربما يكون مخيفا بعض الشيء بالنسبة لها. لأني سأجلس بجانبها. و هي متبرجة, و مؤكد يخافون منا.
    لكني لم أهتم لكل هذا, لأني أردت رحلة مريحة, خاصة مع حالتي النفسية المتقلبة و المنزعجة جدا.

    أقلعت الطائرة و معها أقلع قلبي نحو آفاق جديدة, موقنا أن الله لا يضيع عبده, و لا يقدر هلاك عبد, فهو محب للخير لعباده. سبحانه.....
    لم يكن لي أحدا معينا إلا الله, و لا مؤنسا إلا الله, و لا سندا إلا الله. حتى الأهل وضعوني في هذه الطائرة وحدي, محملة بدعائهم.
    لكن الله لا يترك عبده, أبدا.

    ظروف أسرتي كانت صعبة, و العين كلها تنظر إلي بعين الأمل, و كنت أنظر بعين الرجاء في الله.
    استسلمت لقدره سبحانه, فلا يعقل و لا يقبل قلب مؤمن أن الله تعالى ييسر لي رحلتي هذه و يكون فيها هلاكي.
    لكن لابد من الصبر, حتى يتكشف الغيب.

    الصبــــــــــــــــــــر, آآآآآآآآآآآآآه ما أصعبه, لولا أن الله يهونه على عباده, و هو مع تصبيره لهم و تهوينه عليهم, لازال شاقا على النفس.
    الله المستعان.

    جلوسي في كرسيين فارغين, في بداية الأمر كان مريحا, و لكن مع نوم الصغير, ابن العائلة التي جلست بجانبها,
    و كثرة حركته في نومه, حيث كان ممدا على الكرسي الآخر, كان يركلني بقدميه طوال نومه.فأصحو من غفوتي.
    و أمه نائمة في سبات عميق.....

    مع بقية قصتي مع هذه العائلة في الجزء القادم بإذن الله : ))




    يتبــــــــــــــــــــــــــــع ,,,,,
     
  7. سندس محمود

    سندس محمود مـشـرفـة

    إنضم إلينا في:
    ‏20 يوليو 2016
    المشاركات:
    30
    الإعجابات المتلقاة:
    20
    نقاط الجائزة:
    1
    الجنس:
    أنثى
    فعلا راائعة و مبدعة كما عهدناك معلمتنا الحبيبة ، أحب الخواطر كثيرا ♡
    في انتظارك معلمتي الغالية..
     
  8. طريق الجنة

    طريق الجنة إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏25 يناير 2016
    المشاركات:
    97
    الإعجابات المتلقاة:
    74
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى
    انا في شوق لاكمال القصة والرحلة بالرغم من تكشف اوجاع الغربة لدي خلال القراءة ولحظات الوداع وآلامها
    اللهم استخدمنا في غربتنا ولا تستبدلنا
    ننتظر بفارغ الصبر
     
  9. مروه

    مروه معلمة فاضلة و مشرفة معلمة فاضلة و مشرفة

    إنضم إلينا في:
    ‏15 يناير 2016
    المشاركات:
    44
    الإعجابات المتلقاة:
    74
    نقاط الجائزة:
    11
    الجنس:
    أنثى
    بارك الله فيك معلمتي الغاليه وزادك قوة وصبرا ووفقك لخدمة دينه ونفع بك الأمة كلها ، آمين
    أنتظر في شوق ان اعرف بقية تفاصيل رحلتك .::w1
     
  10. ام مهند

    ام مهند معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏31 مايو 2016
    المشاركات:
    168
    الإعجابات المتلقاة:
    144
    نقاط الجائزة:
    16
    الجنس:
    أنثى
    بارك الله فيك ريحانتنا
    والله اني احسست ان قلبي سيخرج من بين ضلوعي من هذه الاحداث
    اعانك الله معلمتي وثبتك الله في ديار الكفر واعزك الله بدينك ونقابك وجعلك الله مباركه اينما كنتي يا غاليه
    ما اعظمك يا معلمتي وما اقوى صبرك الى الامام معك ربي لن يضيعك ابدا
    وفي انتظار بقية القصه بفارغ الصبر
    احبك معلمتي واسال الله ان اكون قويه وثابته في ديني وحجابي مثلك
     
  11. أ.ريحـــانـــة غـــزة

    أ.ريحـــانـــة غـــزة مسؤول المنهجية بالدار طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏13 يونيو 2014
    المشاركات:
    1,237
    الإعجابات المتلقاة:
    734
    نقاط الجائزة:
    64
    الجنس:
    أنثى
    أمضيت معظم الرحلة في تلقي ركلات الطفل الصغير النائم,
    إضافة أني كنت أخشى أن يقع, فأتهم به, خاصة مع موقف أمه مني.

    في الساعة الأخيرة من الرحلة, استيقظ الطفل, و بدأ يبكي, هنا استيقظت أمه,
    تبسمت لأول مرة في وجهي.

    تفاجأت بها تقترب مني, و تتعرف علي, ربما شعرت بما فعلته مع ابنها !!!
    فأخبرتها عن نفسي, ثم سألتها عن نفسها,
    هنا كانت المفاجأة !!!!!!!!

    قالت أنها من ألبانيا, فبعفوية مني, قلت مسرعة: إذا أنت مسلمة؟؟!!!
    علت وجهها ابتسامة خجل, و قالت مومئة برأسها: نعم !!!
    فسكت, لكن نظراتي قالت الكثير, و هنا اقتربت مني أكثر, و بدأت تسألني عن الدين.
    و كنت أجيبها بهدوء و يسر, مع استغراب شديد من كونها مسلمة, لا تعرف شيء عن دينها.

    لكني لمست عندها بذرة إيمان, فسألت الله أن يسددني و ينطقني بما يفتح قلبها للدين من جديد,
    و نصحتها كثيرا, و يسرت لها كثيرا, و أفهمتها أمورا كانت تجهلها, و وجدت أن الغالب عليها الهوى,
    فهي شابة صغيرة تريد أن تعيش حياتها كما أقرانها في بلدها.
    و كانت قد نزلت لدبي لتقضي عيد الحب هناك مع زوجها و ابنها.

    تحدثنا كثيرا في هذا الوقت القصير الضيق, و أصرت على إعطائها بريدي عبر الشبكة, فكتبته لها.
    و ودعتني بعينين فيهما نظرة أمل, أو كأن الحياة تبتسم لها. أو أن أمرا قد جمعها بي, و ليس محض صدفة,
    لآخر الممر و هي تنظرني و تودعني بعينيها.

    بالنسبة لي كان لقاءا عاديا, بسيطا, فقد اعتدت على مثل هذه اللقاءات في الدعوة إلى الله.
    لكن أحدا لا يعلم موقع كلمته في قلب الطرف الآخر.

    نزلت للمطار, وحدي, أجر حقيبتي, كنت لا أزال مثقلة بالوحده, و شيء من الحزن, و تفاؤل كان يزاحم الحزن ليمحوه,
    لكن أعترف أن الحزن كان طاغيا.

    مطار اسطنبول, نزلت فيه كوصلة, مطار ملئ بالجنسيات الغربية, و المتحررة, لا أحد محجب حتى سواي,
    لكني أبدا لم أمشي في مكان مطلقا كما يمشي بعض المسلمين, مطأطئين الرأس.
    بل كنت أرفعه, و هذه وصية عمر بن الخطاب رضي الله عنه, أننا معشر المسلمين, أعزنا الله بالاسلام, فلا يمشين أحدنا مطأطأ الرأس.
    كنت أمشي برأس مرتفع, و ثقة ظاهرة في سلوكي, مع حياء و التزام لا تنكر في مظهري.
    و لي الحق كما البقية, فلا يتمنن أحد علي, كما أن غيري دفع ماله ليكون هنا, كذلك دفعت مالي لأكون هنا, و أحصل على ما يحصل عليه غيري.
    ابتعد عن مواضع الشبهات و بيع الخمور, اغض بصري عن المحرمات, مشيت مسافة طويلة, حتى وصلت للبوابة.
    أشعر بارهاق شديد. كنت حريصة على إظهار قوة المسلم و اعتزازه بدينه و نفسه, كابرت على كل ما بداخلي من ألم,
    المسلم حين يوضع في موقف فيه نصرة الدين, لابد و أن يقبل, و من أدبر فإن عليه غضب الله.

    دخلت, و أخذت جانبا حتى أكشف وجهي لتراه الشرطية, تفاجأت بها تقول: هذه ليست نفسها التي بالصورة!!!
    قلت لها: نعمممممم ؟؟!!! كيف ليست نفسها؟!!! و من أنا إذا؟!!
    هنا شعر المسؤول بوجود خلاف ما, فأسرع إلينا, و سألها ماذا حدث؟! قالت هذه ليست نفسها بالصورة.
    فاستأذنني الرؤية, فكشفت له, فقال لها بلغته و لكني فهمته: كيف ليست هي؟!! هل يعقل أن تأتي بجواز فيه صورة غير صورتها؟!!
    و كأنه يستهزئ بها. و علمت بعدها أنها جديدة هنا, تقريبا كانت تتدرب.

    مضيت و دخلت لصالة الانتظار, حتى تم النداء علينا للصعود للطائرة.
    الطائرة يا إلهي ضيقة جدااااااااا, الله المستعان. ما هذا ؟!!
    جلست في إحدى الكراسي المتأخرة, و جلست بجانبي إمرأة, و بجانبها رجل.
    المرأة كانت شابة, و الرجل كبير في السن.

    أغلقت الأبواب, و أقلعت الطائرة من جديد.
    هنا بدى علي الارهاق واضحا, و لكن لا مجال للاعتراض, الآن أمامي رحلة طولها عشر ساعات.
    لابد و أن أتصبر, و أستعين بالله, و أتوكل عليه. الأمر ليس بالهين.


    قصتي مع جاراي في الرحلة, سنعرفها في الفصل القادم باذن الله,
    انتظرونــــــــــــــــــــي ,,,,,


    يتبــــــــــــــــــــــــــــــع ,,,,,,,,
     
  12. طريق الجنة

    طريق الجنة إدارية بالمنهجية طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏25 يناير 2016
    المشاركات:
    97
    الإعجابات المتلقاة:
    74
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى
    لا زلنا نتعلم الصبر منك ريحانتنا
    ثبتنا الله واياك
     
    أعجب بهذه المشاركة أ.ريحـــانـــة غـــزة
  13. ام مهند

    ام مهند معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏31 مايو 2016
    المشاركات:
    168
    الإعجابات المتلقاة:
    144
    نقاط الجائزة:
    16
    الجنس:
    أنثى
    ماشاء الله احداث متسارعه ومتتاليه اعانك الله وسدد خطاك
     
    أعجب بهذه المشاركة أ.ريحـــانـــة غـــزة
  14. د اسماء نبيل

    د اسماء نبيل مـشـرفـة

    إنضم إلينا في:
    ‏15 ابريل 2016
    المشاركات:
    6
    الإعجابات المتلقاة:
    5
    نقاط الجائزة:
    1
    الجنس:
    أنثى
    ماشاء الله عليكي معلمتي الفاضلة ،تعلمت وسأتعلم منك الكثير ،بارك الله فيكي ونفعنا بعلمك واخلاقك ،اني احبك في للله
     
    أعجب بهذه المشاركة أ.ريحـــانـــة غـــزة
  15. أ.ريحـــانـــة غـــزة

    أ.ريحـــانـــة غـــزة مسؤول المنهجية بالدار طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏13 يونيو 2014
    المشاركات:
    1,237
    الإعجابات المتلقاة:
    734
    نقاط الجائزة:
    64
    الجنس:
    أنثى
    فصل جديد من فصول قصتي إلى كندا،،،


    الطائرة ضيقة جدا، و أنا منهكة متعبة، لا أدري كيف أصف الحال، حال الداخل و الخارج،
    مشاعر غريبة لا نعرف لها وصفا، أو حتى عنوانا،
    حين يجتمع ضيق الداخل مع ضيق الخارج، يولد شعورا إنفجاريا،

    لكن لولا التصبر بالله، و التوكل عليه، لأصيب الانسان باليأس و الإحباط،
    و أهم شيء، حسن الظن بالله.

    ما أعظم هذا الدين، لو تحلينا بما يجب علينا فيه، لقدنا العالم، و فتحناه، مع إمكانياتنا في هذا الزمان، لكن ..... إلى الله المشتكى.

    في محاولة مني بفتح باب الكلام مع جارتي، لعل هذه الرفقة تعود علي بخير، و تسلي قلبي،

    لكني أحبطت بصدها لمحاولتي، فما كان مني إلا الاستسلام للنوم قهرا.

    بعض النساء المتبرجات عندها شعور عميق داخلي بالذنب، فحين ترى متحجبة، أو منقبة، نجدهن منفعلات بالغضب و التأفف. و أمثال هؤلاء من الأفضل تجنبهن.

    يعود من جديد شريط الذكريات، البلد الذي ولدت فيه، و أحببت أهله، فجأة أجد نفسي كالمنبوذة فيه، و المطرودة منه، لأجبر على خيار صعب، مؤلم. السفر لبلاد الكفر ،،،،،

    في خضم أمواج الذكريات المتعالية، شعرت بيد تهزني،
    فاستفقت من حربي الداخلية، لأرى السيدة التي بجواري تنبهني للطعام.

    أكلت، لكني لم أشعر بطعم شيء، فحين أتذكر أنه ما عاد يفصلني عن كندا سوى سويعات، و فقدت الأمل تماما في أن يحدث شيء يعيدني لموطني، تطغى مرارة الحال على طيب الطعام.

    الله المستعان.....

    جارتي هذه المرة بدأت الحوار، فتفاعلت معها،
    و بدأنا نتحاور. و بعد برهة اشترك معنا الرجل العجوز.

    العجوز دار الحديث و وجهه نحو الإسلام، فأخبرته أني معلمة عقيدة و قرآن، و طبيبة.
    لمعت عيناه، و كأنه وجد شيئا كان يفقده، فانصب علي بوابل من الاسئلة العقدية، لكن بمنتهى الذوق و الهدوء، فالشعب التركي شعب ودود محترم و اجتماعي.

    مضى الحوار لثلاث ساعات متتالية، كان شيقا و هادئا.

    ختم العجوز الحوار بجملة، سعدت بها،قال فيها: قابلت الكثير من الناس، غلماء و فقهاء و مشايخ، لكني ما وجدت أحدا يفهم الدين مثلك. أمثال هؤلاء ندرة في الأمة، قلما تجدي من يفهم الدين فهما صحيحا عميقا.

    ثم نظر إلي بخجل، و قال: أنا أعتذر منك، فلربما تقولين هذا يشرب الخمر و يتحدث عن الدين، ما هذا التناقض. فصدقا أعتذر.

    صدمت حين علمت أن المشروب الذي يشربه خمرا، و عرفت سر الرائحة الكريهة التي ملأت المكان،
    لكن تمالكت نفسي، فلا أريد أن أهدم ما بنيت في 3 ساعات. و قلت له بابتسامة مسموعة في نبرتي: لا تعتذر لي، فأنت لم تخطئ في حقي،
    بل اعتذر لله، لأنه هو من أمرك بتركها، و أنت عصيته و لم تعصني.

    أعجب بالجواب، و قرر تركها.


    كان قد بقي على الوصول ساعتان، فقررت أن أنام قليلا، بعد أن هدأت نفسيا قليلا مع الحوار الشيق.


    بدأت الطائرة بكل ما فيها بالاستعداد لرحلة الهبوط،
    النائم استيقظ، و المستيقظ بدأ يهذب شعره و يرتب لبسه، و البعض بدلوا ملابسهم.

    أخذت دقات قلبي تتسارع، بين خوف و حزن و غضب، اختلاط صعب في المشاعر،

    اقتربنا، اقتربنا، اقتربنا من الارض، اصطدمت اطارات الطائرة بالارض،،،،، معلنة لحظة الحقيقة، انتهى شريط الماضي،

    أرض جديدة، حياة جديدة، عالم جديد بالكلية،أسأل الله التوفيق،



    يتبع في الفصل القادم و الأخير بإذن الله،
    تابعوها .....


    أختكم
    ريحانة غزة
     
    آخر تعديل: ‏4 أكتوبر 2016
    د اسماء نبيل ،نهي و مروه معجبون بهذا.
  16. مروه

    مروه معلمة فاضلة و مشرفة معلمة فاضلة و مشرفة

    إنضم إلينا في:
    ‏15 يناير 2016
    المشاركات:
    44
    الإعجابات المتلقاة:
    74
    نقاط الجائزة:
    11
    الجنس:
    أنثى
    بارك الله فيك ريحانتنا وجعلك مباركة أينما كنت ونفع بك الاسلام والمسلمين .
     
    أعجب بهذه المشاركة أ.ريحـــانـــة غـــزة
  17. ام مهند

    ام مهند معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏31 مايو 2016
    المشاركات:
    168
    الإعجابات المتلقاة:
    144
    نقاط الجائزة:
    16
    الجنس:
    أنثى
    بارك الله فيك ريحانة قلوبنا
    اعانك الله وسددك وسترك في غربتك ياغاليه
    والله مشاعر حزينه لكن (عسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم )
    ونحن في شوق اكثر واكثر لسماع باقي قصتك ياغاليه
    لاتطيلي علينا فنحن بالانتظار ان شاء الله
    9:))9::i9::i::w::w1
     
    أعجب بهذه المشاركة أ.ريحـــانـــة غـــزة
  18. د اسماء نبيل

    د اسماء نبيل مـشـرفـة

    إنضم إلينا في:
    ‏15 ابريل 2016
    المشاركات:
    6
    الإعجابات المتلقاة:
    5
    نقاط الجائزة:
    1
    الجنس:
    أنثى
    بارك الله فيكي معلمتي ،وفتح عليكي ابواب الخير كلها
     
    أعجب بهذه المشاركة أ.ريحـــانـــة غـــزة
  19. أ.ريحـــانـــة غـــزة

    أ.ريحـــانـــة غـــزة مسؤول المنهجية بالدار طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏13 يونيو 2014
    المشاركات:
    1,237
    الإعجابات المتلقاة:
    734
    نقاط الجائزة:
    64
    الجنس:
    أنثى
    جزاكم الله عني خير الجزاء على هذه الكلمات الطيبة9:))9:))::w
     

مشاركة هذه الصفحة