دمعــــة باقيـــــــــــة ....

​

​

دمعـــــــــة باقيــــــــــــــة ....

جاءتني أخت ذات يوم تبشرني بدمعة نزلت من عينيها, من خشية الله. و كانت معاني فرحتها كبيرة و عميقة, فأحببت أن اسطرها في خاطرة, عسى أن يشرح الله بها قلوب أخوات أخريات, و اسأله السداد إليه ...


يا دمعة خبأتها بين الجفون,​

​

يا دمعة حرصت عليها من العيون,​

​

يا دمعة سهرت عليها الليالي حتى تكون,​

​

يا دمعة خفت عليها من الجفوف,​

​

حين نزلت, أطفأت عن قلبي بحورا من الهموم, ​

​

و كذاك تفعل يوم اللقاء, ببحور جهنم السرمدية ...​

​

لست دمعة فرح, و لا دمعة حزن, بل لست من دموع الدنيا ...​

​

عانيت الكثير و تحملت الشديد حتى تولدي, ​

​

لك لذة, تفوق كل تعبير ...​

​

و نادمة يا دمعتي على كل تأخير, نادمة على كل لحظة لم اسع فيها اليك ...​

​

أريد أن يسمعني الجميع, و يجربها كل من له قلب كسير,​

​

قلب تقاذفته أمواج الدنيا, فالدنيا بحر ليس له شاطئ,​

​

هذه الدمعة هي الشاطئ, هي مرفأ السلام, لكل قلب حيران ...​

​

إلى متى الفرار ؟؟!! و صاحب الأقدار ينادي كل ليلة, ​

إلى أين المرجع و المآل ؟؟!! و صاحب كل رزق و مال ينادي بالغفران,​

​

لكل تائب نزلت منه دمعة صدق, تطلب الصفح و الغفران ...​

​

لا مجال و محال أن تولد هذه الدمعة إلا بنكران الذات, و اللجوء إلى رب البريات,​

​

متخلصا, متجردا من كل آفات النفس ...​

​

أيا مهاجرا مبتعدا, يا هائما إنها و ربي دمعة النعيم ...

أيا سالكي الدروب, إلى رب قدوس, خذوني معكم,​

​

لا تتركوني خلفكم, فاليوم انتسبت لكم بدمعتي,​

​

و قدمتها عربونا لصحبتكم, فإلى الفردوس يا إخوتي ...​

​

تقبلوا مني فائق الاحترام​

ريحانة غزة


​

 

إنتظروا منا المزيد من خواطر معلمتنا ريحانة غزة حفظها الله




​