مفتاح البــــــــــاب

لكل باب مفتاح, يفتح به,
و لكل قفل, مهما عتى مفتاح,
و من رحمة الله تعالى بعباده, أنه أظهر لنا مفاتيح الأقفال,
و بين لنا مفاتيح الأبواب.

و إن مفتاح الجنة, غاية الغايات عند المؤمن, هو لا إله إلا الله,
و مفتاح الرزق في الإستغفار و صلة الأرحام,
و مفتاح محبته سبحانه بكثرة النوافل,
و مفتاح الفرج بكثرة الدعاء, و الصبر و الصلاة,
و كثرة الصدقات مفتاح للشفاء, و رد لغضب الرب,

كثيرة هي الأبواب, و متنوعة,
فبعضها من ذهب, و بعضها من فضة, و بعضها من خشب,
فتنوع المفاتيح على تنوع أبوابها و أقفالها,

الســــــــــــــــــؤال: هل هناك باب بلا قفل؟!

الجواب: لا

لكن هناك أبواب مفاتيحها بيد الله سبحانه و تعالى, اختص نفسه بملكيتها.
قال الله تعالى: (( بيده مقاليد السماوات و الأرض ))
و المقاليد جمع مقلد, و هو المفتاح في اللغة العربية.

من هذه الأبواب: القلـــــــــــــــوب.

هذه أبواب لا يملك مفاتيحها إلا الله تعالى,
فقد تفتح كلمة قلبا, فينقلب حاله من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان و الإسلام,
و قد يفتح سلوك أو تصرف قلبا, فينقله من طرقات الغي و الضلال, إلى ساحات الهداية و الرشاد,

قد تسعى الزوجة لارضاء زوجها بكل الصور, و لا يرضى, بل قد يصارحها برغبته في الزواج,
فيصيبها ما يصيبها, و تحزن, و تنغلق على نفسها, و و و

و قد يسعى رجل لارضاء مديره بالعمل, فيجتهد و يأخذ العمل منه الكثير من صحته و هدوئه و انشراح صدره,
فيتفاجأ الشهر التالي أن المدير أمر بإقالته !!!!!

فتاة تتودد لصديقتها, أو معلمتها, أو أختها,
في إحدى الصباحات تجد رسالة أو سلوكا, يفهم منه عدم القبول, أو تتفاجئ بغيرة إحداهن منها, أو حقد إحداهن عليها !!!!!

قصص كثيرة و عديدة, نسمعها, و نراها, و بعضنا يعيشها,

و البعض يكتب رسائل و موشحات في دروب الخيانة, و مواقف الخديعة, و صدمات الصد و الهجران,

لماذا؟!! لماذا كل هذا؟؟!!
لابد أن نعلم أن مفاتيح القلوب ليست بيد أحد إلا الله تعالى, القلوب كلها بين اصبعين من أصابع الرحمن.
ليس مفتاح قلب زوجك بكثرة الاحسان له, و لا مقتاح قلب أمك أو صديقتك, بكثرة الملاطفة,
هذه قلوب لا يعلم بحالها إلا الله, و لا يسيرها إلا خالقها. فلا تركضي كثرا, و لا ترهقي نفسك,
و انظري في كتاب الله تعالى, اسمعي و عي ماذا قال لنبيه صلى الله عليه و سلم:
قال الله تعالى: (( وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ ۚ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ))
انظري لهذه الآيات, ذكر الله فيها لفظة القلب, و خصها بالذكر هنا. القلوب, هي هذه المضغة التي في الجسد, التي لا يعلم حقيقتها إلا الله,
و لا يملك أمرها أحدا إلا الله,

حتى قلبك أنت, لا تملكي أمره, و لا نبضه, و لا خطراته, هو بيد الرحمن سبحانه.

إن كان كذلك, و هذه هي حقيقة الأمر, فالواجب يا أخية, أن تعودي للخالق ليصلح لك قلبك أولا,
ثم يفتح لك قلب زوجك, و يقرب لك قلب أختك, و يلين لك قلب مسؤولتك, و يضع لك القبول بين الخلق.

فلا ترهقي نفسك بالسعي, أو تتعبيها بالركض خلف أوهام, اختصري المسافات, و احفظي انفاسك لخالقك,
تقربي منه و إليه, و ارجي منه الخير, و انتظري منه وحده الفرج.

كثييييييييير من قصص الخيانة و الغدر, يكون سببها خطأ الفهم و المعتقد,
نركض لنيل خير لا يملكه أصحابه أصلا.
هذه نظرة عميقة للأمور, فحافظي على هدوئك, و تمسكي بطريق الحق, و لا تتركي بابك مشرعا, تتخطفك الأهواء و الرغبات إلى حيث لا تعلمين لها نهاية, و لا بداية,
اجعلي بابك من ذهب, اجعليه من صيامك و قيامك و إحسانك لخالقك سبحانه, و اجعلي قفله مسوما بختم: لا إله إلا الله.
فلا طريق و لا مجال للمضي, أو فتح الباب إلا بهذا. إلا بعبارة لا إله إلا الله, و هي أعظم شيء في الكون.

أتمنى أن تكون الرسالة قد وصلت لقلبك, و يفتح الله بهذه الكلمات قلبك أخيتي الحبيبة.

وفقكن الله جميعا لما فيه الخير, آمين

أختكم
ريحانة غزة

 

أنت الرائعة حبيبتي

 

و جزاك كل الخير حبيبتي،و بارك فيك

 

بارك الله فيك و جزاك الله عنا كل خير

 

بارك الله فيك و جزاك الله كل الخير يا قمري, ربي يسعدك حبيبتي.