مناجاة رسول الله صلى الله عليه وسلم

الموضوع في '#العلوم الشرعية' بواسطة رسمتك حلم, بتاريخ ‏26 مارس 2015.

فيسبوك
أخطاء في برامج التواصل الاجتماعي
  1. رسمتك حلم

    رسمتك حلم عضوة جديدة

    إنضم إلينا في:
    ‏27 فبراير 2015
    المشاركات:
    7
    الإعجابات المتلقاة:
    10
    نقاط الجائزة:
    1
    الجنس:
    أنثى
    [frame="9 10"]
    تقول السيدة عائشة رضي الله عنها واصفة صلاة قيام الليل لرسول الله صلى الله عليه وسلم: {يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلا تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ}{1}

    سمة صلاة الليل لرسول الله صلى الله عليه وسلم كانت إطالة القيام والتلاوة، وإطالة الركوع، وإطالة السجود، الإكثار من الدعاء فيها، لأنها بين يدي الله فيها مناجاة لله، والذي لا يستطيع أن يقرأ من حفظه يستطيع أن يقرأ من مصحف، والحمد لله العصر يسر لنا الأمور، فهناك مصحف للتهجد نضعه على حامل ونقرأ منه، وهناك مصحف الكتروني يوضع على حامل أيضاً، فلا مانع من القراءة في المصحف إذا كان الإنسان غير حافظ، المهم: {أَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى أَدْوَمُهَا وَإِنْ قَلَّ}{2}

    المهم المداومة ولو ركعتين، والمقامات الإلهية ذكرها الله تعالى في سورة الأحزاب: {إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً}الأحزاب35

    أعلى مقام في هذه المقامات مقام (والذاكرين الله كثيراً والذاكرات) يقول فيه صلى الله عليه وسلم: {مَنِ اسْتَيْقَظَ مِنَ اللَّيْلِ وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ جَمِيعًا كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ}{3}

    الله عز وجل لا يريد عدد، بل يريد مدد، ولذلك كان أحد الصالحين يقول لمريديه: "ركعتان في جوف الليل خير من ألف ركعة بالنهار" المهم المداومة، وعن عائشة رضي الله عنها: أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ، فقَالَ صلى الله عليه وسلم: {أَفَلا أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا}{4}

    الصالحين أهل الفتح من الأولين والآخرين سر فتحهم المداومة، الله يريد المداومة، إذا أردت أن تكون من الصالحين المعنيين بقول رب العالمين: {أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} يونس62
    لا بد أن تداوم. {أَخْلِصْ دِينَكَ، يَكْفِيكَ الْقَلِيلُ مِنَ الْعَمَلِ}{5}

    كان صلى الله عليه وسلم يديم على صلاة القيام وحديث السيدة عائشة رضي الله عنها: {مَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ وَلا فِي غَيْرِهِ عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً ْ}{6}
    تقصد صلاة التهجد: وهي في النصف الثاني من الليل.

    كان النبي يُصلي عند السيدة عائشة إحدى عشر ركعة، لكن هناك روايات أخرى عن زوجات النبي الأخريات غير هذا العدد حتى نعرف أن هناك سعة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، المهم الذي يجب أن يلاحظه المرء في هذا الأمر قوله صلى الله عليه وسلم: {لا وِتْرَانِ فِي لَيْلَةٍ}{7}
    وقوله صلى الله عليه وسلم: {اجْعَلُوا آخِرَ صَلاتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا}{8}

    تعمل بالحديثين: بمعنى إذا تعودت على قيام الليل فأخر الوتر إلى ما بعد القيام كما كان يفعل الصديق رضي الله عنه. وإذا كنت تخشى من عدم القيام فخذ بالعزيمة كما كان يأخذ الفاروق عمر رضي الله عنه، فكان يُصلي الوتر بعد العشاء، وإذا قمت للقيام فصلِّ ركعة واحدة تصير مع الوتر شفعاً ثم صلِّ ما شئت واختم بركعة الوتر. فآخر صلاة الليل وتر، كما أن آخر صلاة النهار وتر وهو المغرب لحكمة يعلمها رب البرية عز وجل.

    واستحسن صلى الله عليه وسلم ومن حوله من أصحابه والصالحون أجمعون أن يكون الجزء الأخير من الليل قبل الفجر للاستغفار والدعاء: {وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ}آل عمران17
    هذا وقت الاستغفار والدعاء، وعندما ذهب أبناء يعقوب إليه وقالوا: {يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا} يوسف97
    فقال لهم: {سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ} يوسف98
    فسُئل النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك فقال: {إِذَا كَانَ لَيْلَةُ الْجُمُعَةِ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَقُومَ فِي ثُلُثِ اللَّيْلِ الآخِرِ، فَإِنَّهَا سَاعَةٌ مَشْهُودَةٌ وَالدُّعَاءُ فِيهَا مُسْتَجَابٌ، وَقَدْ قَالَ أَخِي يَعْقُوبُ لِبَنِيهِ: سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّي، يَقُولُ: حَتَّى تَأْتِيَ لَيْلَةُ الْجُمْعَةِ}{9}

    وقت السحر يقول فيه صلى الله عليه وسلم: {إِنَّ اللَّهَ يُمْهِلُ حَتَّى إِذَا ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ، نَزَلَ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، فَيَقُولُ: هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ؟ هَلْ مِنْ تَائِبٍ؟ هَلْ مِنْ سَائِلٍ؟ هَلْ مِنْ دَاعٍ؟ حَتَّى يَنْفَجِرَ الْفَجْرُ}{10}

    إذاً وقت ما قبل الفجر: يستحسن أن يقضيه المسلم في الدعاء لأنه وقت إجابة، ويقضيه في الاستغفار لله تعالى حتى تحين صلاة الفجر. وانظر إلى حضرة النبي صلى الله عليه وسلم حتى نوضح منهجه كما تقول السيدة عائشة والسيدة أم سلمة والسيدة زينب وغيرهن من زوجات النبي في وصف حالاته: {كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَجَعَ مِنَ الْمَسْجِدِ، صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ مَالَ إِلَى فِرَاشِهِ وَإِلَى أَهْلِهِ، فَإِنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ قَضَاهَا، ثُمَّ يَنَامُ كَهَيْئَتِهِ}{11}

    يعطي لكل ذي حق حقه. لا بد في العبادة أن يكون القائم بها متوسطاً. ويقوم بكل الحقوق لجميع أهلها كما كان صلى الله عليه وسلم.​


    {1} الصحيحين البخاري ومسلم {2} الصحيحين البخاري ومسلم {3} سنن أبي داود وابن ماجة عن أبي سعيد الخدري {4} الصحيحين البخاري ومسلم {5} شعب البيهقي والحاكم في المستدرك عن معاذ بن جبل {6} الصحيحين البخاري ومسلم {7} سنن الترمذي وأبي داود عن طلق بن علي {8} الصحيحين البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر {9} جامع الترمذي عن ابن عباس {10} صحيح مسلم ومسند أحمد عن أبي سعيد الخدري {11} شرح معاني الآثار للطحاوي عن عائشة رضي الله عنها

    [/frame]
     
جاري تحميل الصفحة...

مشاركة هذه الصفحة