همم طلاب العلم ...

من وقت ليس ببعيد, كنا كثيرا ما نسمع عن فلان تم الصحيحين حفظا,

و كانت مجالس العلم للمشايخ الكبار تعج بالطلبة الراغبين,

و دور العلم كانت ملئى, و حبلى بطالبي العلم و الخير,

لكن, في السنوات الأخيرة, بدأنا نلاحظ تقعقر في عدد طلاب العلم بمجالس العلم.

و بات الكتّاب يخلو من طلاب راغبين بالخير,

و مجالس القرآن تكالب عليها المنافقين, و أصبحوا يرسمون لأنفسهم صورا ليست لهم.


أتعجب حقيقة من أمرين,

الأول: همم طلاب العلم. التي باتت في هذا الوقت تطلب بسيط العلم. فنجدهم يتكالبون لطلب الإجازة في متن صغير,
أو حفظ مجموعة أحاديث صغيرة, أو قراءة كتيب فقه مختصر.
و عزف الكثيرين عن أمهات الكتب. و انتشرت الأخطاء اللغوية الفادحة حتى بين طلاب العلم الشرعي ..!!!
أمر صراحة يخيفني كثيرا كلما فكرت فيه.
بل و أصبح طلاب علم القراءات يتكالبون على المشايخ الذين يعلمون أنهم يجيزون لأجل الإجازة, دون الإهتمام لاتقان القراءة.
مع علمهم بعدم اتقان هذا الشيخ أو الشيخة ...!!! أمر غريب جدا
في بعض الأحيان أشعر أني ما عدت قادرة على استيعاب ما يحدث !!!

و الثاني: أخلاق طلاب العلم, التي باتت تفتقر إلى أبسط خلق من أخلاق طالب العلم, و هو الصدق.
نعم أصبح طلاب العلم يكذبون و يمارون, و ينافقون ..!!! لا أدري كيف وصل الحال لطلاب العلم إلى هنا ؟!
صراحة رأيت من سوء الأدب و الخلق ما لم أعهده أبدا بين يدي مشايخي و شيخاتي.
حتى نفرت من أغلب الأخوات اللواتي تقدمن للإجازة في القرآن. و لا يمكن أن أتصور يوما أني أجيز طالبة لا تتحلى بأخلاق طالب العلم.
هذه معادلة لا تستقيم أصلا !!!

كنا نسمع أن أكثر الناس قياما و التزاما و صلاة و صياما و إحسانا, هم طلاب العلم. الخير كله عندهم, لكن الفاجعة الشديدة, التي تفاجأت بها, أن بعض طلاب العلم يفوتون الفروض. كيــــــــــــــــــــــــــــــــــــف ؟؟!! بالله عليكم كيف يكون طالبا للعلم ؟؟!!!!!!!

صدقا أصبحت تمر علينا أخبارا لا ندري هل نصدقها أو نردها ؟!


أخواتي الحبيبات, أخواتي الغاليات, كلمات قالها قلب مكلوم مما يرى و يسمع عن أطهر حلقات تجمع الناس, حلقات تجمعهم على ذكر الله.
أخواتي الغاليات, رجائي في الله, ثم منكن, أن ترفعن الهمم و تبارين القمم, لا تتركي نفسك للفتن, و لا تجعليها في تيار الشهوات,
انتشليها, قبل أن ينتشلك الموت, و تصبحي نسيا منسيا ...
أصلحي نفسك, رممي قلبك, ارقعي إيمانك ... لا تتهاوني فالأمر ليس بهين, ظلمة قبر و سؤال ملكين, و حساب دقيق, أمر ليس بالهين ...


أخيرا و ليس آخرا, كلمات من أخت تحبكن في الله,
أختكم ريحانة غزة

 

و فيك بارك الرحمن حبيبتي