قدسية*الزواج

الموضوع في '#العلوم الشرعية' بواسطة ياسمين, بتاريخ ‏27 أكتوبر 2014.

فيسبوك
أخطاء في برامج التواصل الاجتماعي
  1. ياسمين

    ياسمين طالبة متميزة

    إنضم إلينا في:
    ‏23 أغسطس 2014
    المشاركات:
    741
    الإعجابات المتلقاة:
    536
    نقاط الجائزة:
    63
    الجنس:
    أنثى
    بسم*الله*وكفى*والصلاة*والسلام*على*النبي*المصطفى*أما*بعد
    موضوعنا*اليوم*سيكون*بإذن*الله*تعالى*عن*أوثق*العلاقات*البشرية*وهذا*درس*من*دروس*الاستاذ*أحمد*مدهار
    ويتحدث*فيه*عن*موضوع*الزواج*ويقول:


    الأسرةُ هي اللبِنة الأولى لبناء المجتمعات، وبصلاحِها تصلح الأوضاع، وبفسادِها تفسد الأخلاقُ والطّباع، ركناها ، وقائداها زوجٌ وزوجَة، يجمَع بينهما ولاءٌ ووفاء ومودّة وصفاء وتعاطف وتلاطف ووفاق واتّفاق وآدابٌ وحُسن أخلاق، فالرّابطة الزوجيّة رابطةٌ عظمى، وما تكدر صفو الأزواج ، وتزعزعت أعمدة بنيان الأسرة إلا لجهل المسلمين بقيمة الزواج وقدسيته في الشريعة الغراء ، وهذا هو عنوان درسنا في هذا اليوم المبارك !
    فالنكاح في الإسلام والزواج له قيمة عظيمة وقدسية جليلة ودلالات إيمانية، وليس مجرد التقاء رجل وامرأةفالإسلام شرع للمسلمين الزواج وحث عليه، وجعل هذا العقد بين الرجل والمرأة ضرورة فطرية، تدل على الخلقة السوية للمسلم قال عز وجل (( وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) )) الروم
    ومن دلالات الزواج أنه سنة المرسلين، قال تعالى: ( وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً (38) )الرعد
    وقال عليه الصلاة والسلام في الحديث (( وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَفَمَنْرَغِبَعَنْسُنَّتِيفَلَيْسَمِنِّي )) مسلم
    وفي حديث رواه ابن ماجة من حديث عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : (( النكاح من سنتي، فمن لم يعمل بسنتي فليس مني، وتزوجوا فإني مكاثر بكم الأمم ))
    والزواج ليس وسيلة لحفظ النوع الإنساني فحسب، بل هو وسيلة للاطمئنان النفسي، والهدوء القلبي، والسكون الوجداني.
    فهو سكن للنفس ومتاع للحياة وطمـأنينة للقلب، وإحصان للجوارح (( هُنَّ لِبَاسٌ لَّكُمْ وَأَنتُمْ لِبَاسٌ لَّهُنَّ.. (187) )) البقرة
    والزواج نعمة وراحة وسنة وستر وعفاف وصيانة ووقاية وأجر وعبادة وحسنة وصدقة ، في الحديث الصحيح عند مسلم من حديث ‏أبي ذر ‏(( ‏أَنَّ نَاسًا مِنْ ‏ ‏أَصْحَابِ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُعَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالُوا لِلنَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏‏يَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ بِالْأُجُورِ يُصَلُّونَ كَمَانُصَلِّي وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ وَيَتَصَدَّقُونَ بِفُضُولِ أَمْوَالِهِمْقَالَ ‏ ‏أَوَ لَيْسَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لَكُمْ مَا تَصَّدَّقُونَ إِنَّ بِكُلِّتَسْبِيحَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةً وَكُلِّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةًوَكُلِّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةً وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ وَنَهْيٌ عَنْمُنْكَرٍ صَدَقَةٌ وَفِي ‏‏بُضْعِ‏‏أَحَدِكُمْصَدَقَةٌ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ‏ ‏أَيَأتِيأَحَدُنَا شَهْوَتَهُ وَيَكُونُ لَهُ فِيهَا أَجْرٌ ؟ قَالَ : أَرَأَيْتُمْ لَوْوَضَعَهَا فِي حَرَامٍ أَكَانَ عَلَيْهِ فِيهَا وِزْرٌ فَكَذَلِكَ إِذَا وَضَعَهَافِي الْحَلَالِ كَانَ لَهُ أَجْرًا )) مسلم
    فلهذا حرم الإسلام على الرجل أن يضر زوجته بهجره فراشها وتركها كالمعلقة ما هي متزوجة وما هي مطلقة
    وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو بن العاص قال: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِوَسَلَّمَ ‏((‏ ‏يَا ‏ ‏عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو ‏‏بَلَغَنِيأَنَّكَتَصُومُالنَّهَارَوَتَقُومُ اللَّيْلَ فَلَا تَفْعَلْ ‏ ‏فَإِنَّلِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَظًّا وَلِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَظًّا وَإِنَّ لِزَوْجِكَعَلَيْكَ حَظًّا صُمْ وَأَفْطِرْ صُمْ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ
    ثَلَاثَةَ أَيَّامٍفَذَلِكَ صَوْمُ الدَّهْرِ))
    وحرم على المرأة هجر زوجها أو الامتناع عنه ، حتى أنها عدت بذلك ملعونة تلعنها الملائكة حتى تصبح ، وفي الحديث عن ‏ ‏أبي هريرة ‏ ‏رضي الله عنه ‏ ‏قال قال رسول الله‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏‏((‏ إِذَادَعَاالرَّجُلُامْرَأَتَهُإِلَى فِرَاشِهِفَأَبَتْ فَبَاتَ غَضْبَانَ عَلَيْهَا لَعَنَتْهَا الْمَلَائِكَةُ حَتَّى تُصْبِحَ )) متفق عليه.
    الزواج نعمة وراحة وسنة وستر وعفاف وصيانة ووقاية وحسنة وصدقة وأجر وعبادة وهو سبب لحصول الذرية ، التي تنفع الإنسان في الحياة وبعد الممات .فمسكين من لا زوجة له ومسكينة من لا زوج لها .
    فلو لم يكن في الزواج إلا إعفاف النفس عن الحرام وقطع السبيل على من يروج الحرام فتكسد تجارتهم وتبور لكان ذلك كافيا لرغبة المسلم في الزواج
    ولو لم يكن فيه إلا أنه غض للبصر وإحصان للفرج عن ما حرم الله لكان هذا كافيا في رغبة المسلم في الزواج ، ولو لم يكن في الزواج إلا تحصين امرأة يُعفها الله به ويثيبه على قضاء وطره ووطرها فهذه من الحسنات العظيمة لكان ذلك كافيا في الترغيب في الزواج.
    ولو لم يكن في الزواج إلا ألا ينقطع عمل الإنسان بعد موته، بهذا الولد الصالح الذي يدعو له بعد وفاته لكان سببا في الرغبة فيه.
    ولو لم يكن في الزواج إلا أن يخرج الله من صلبه من يشهد لله بالوحدانية ولمحمد r بالرسالة لكان ذلك كافيا في الرغبة فيه .
    ولو لم يكن فيه إلا احتساب الأجر في النفقة على المرأة في كسوتها ومسكنها ومشربها ورفع اللقمة إلى فيها لكان ذلك كافيا للرغبة في الزواج.
    ولو لم يكن فيه إلا إغاظة أعداء الإسلام بتكثير أبناء الإسلام لكان ذلك كافيا في الترغيب في الزواج
    ولو لم يكن من خير وفضل في النكاح سوى سرور النبي r يوم القيامة ، يوم المباهاة ، يوم يباهي كل نبي بأمته لكان ذلك كافيا في الرغبة فيه . والنبي صلى الله عليه وسلم قال ، ‏كما في حديث ‏ ‏أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ‏(( تَزَوَّجُواالْوَدُودَالْوَلُودَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأَنْبِيَاءَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) أحمد
    وفي رواية أبي داود (( فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ ))
    فكيف لو اجتمعت هذه الأسباب في نية رجل صالح وامرأة صالحة
    فهذه الأمور من أسس بناء الأسرة، النية الحسنة والإقبال على الزواج بنية التقرب إلى الله.
    والنية وحدها لا تكفي بل من الواجب على الرجل والمرأة كلاهما أن يبحث عن من يشاركه بناء هذا البيت المؤمن وهذه الأسرة السعيدة.
    إذ لا تسعد الأسرة إلا بالزوجة الصالحة، وفي الحديث عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو ‏‏أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ‏‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏(‏‏الدُّنْيَا مَتَاعٌ وَخَيْرُمَتَاعِ الدُّنْيَاالْمَرْأَةُالصَّالِحَةُ) مسلم
    وكذا الزوج الصالح (( أَكْمَلُالْمُؤْمِنِينَإِيمَانًاأَحْسَنُهُمْ خُلُقًا وَخِيَارُهُمْ خِيَارُهُمْلِنِسَائِهِمْ )) البخاري
    وحتى يتحقق ذلك فقد وضع الرسول صلى الله عليه وسلم ضوابط لاختيار الزوجة والزوج
    اختيار الزوجة ‏عَنْ ‏ ‏أَبِي هُرَيْرَةَ ‏ ‏رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ‏عَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏ ‏قَالَ ‏‏(( تُنْكَحُالْمَرْأَةُلِأَرْبَعٍلِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَافَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ ‏ ‏تَرِبَتْ يَدَاكَ ))
    وصلاح الزوجية لا يتوقف فقط على اختيار الزوجة بل وجب على المرأة كذلك اختيار الزوج ، فكم من زوجات صالحات يشتكين من فساد الأزواج لذا قَالَ رَسُولُاللَّهِ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (( ‏‏ ‏إِذَا خَطَبَ إِلَيْكُمْ مَنْتَرْضَوْنَدِينَهُوَخُلُقَهُفَزَوِّجُوهُ إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِيالْأَرْضِ وَفَسَادٌ ‏ ‏عَرِيضٌ )) الترمذي
    الزواج عقد مقدس وميثاق غليظ ومسؤولية عظمى لذا جعلت الشريعة له رضا الزوجين ، فلا يصح إجبار الرجل على نكاح من لا يريد ، كما لا يصح إجبار المرأة على نكاح من لا تريد .قال النبي r والحديث عند البخاري من حديث أبي هريرة ‏((‏ ‏ لَاتُنْكَحُالْأَيِّمُحَتَّى ‏ ‏تُسْتَأْمَرَ ‏ ‏وَلَا تُنْكَحُ الْبِكْرُحَتَّى تُسْتَأْذَنَ )) البخاري
    وأوجبت الشريعة الصداق أو المهر نـحلة حق للمرأة وخير الصداق ما كان يسيرا قال عليه الصلاة والسلام: ((خير الصداق أيْسَرُه )) رواه أبو داود
    وما أصدق النبي r أمرآة من نسائه وما أصدقت امرأة من بناته أكثرَ من ثنتي عشرة أوقية وفي الحديث عَنْ ‏ ‏عَائِشَةَعَنْ النَّبِيِّ ‏ ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ‏ ‏قَالَ : ((‏ ‏أَعْظَمُ النِّسَاءِبَرَكَةًأَيْسَرُهُنَّ‏ ‏مَئُونَةً ‏)).
    وأعظم مهر في الإسلام هو مهر الرميصاء حين تزوجت طلحة ( صداقها إسلامه )
    ومن المعروف أن الزواج يشهر والسفاح يستر ،لذا سن الإسلام وليمة العرس ، حتى نشهر هذا الزواج ، قال النبي r لعبد الرحمن بن عوف (( أولم ولو بشاة ))
    وإن الفرح في الوليمة ليس بالحرام ، ولكن الناس بالغوا في هذه الولائم حتى صارت حملا ثقيلا ينوء عن حمله الزوج وبتكاليفه يبقى سنوات ربما وهو يسدد في تكاليف الزواج ..
    ولما عصى الناس هذه الشريعة التي جاءت بالتيسير سارت أمورهم معسرة ، وسارت شديدة
    ثم لم يرضوا بذلك حتى ملئوا الوليمة والزفاف بالمنكرات من اختلاط الرجال بالنساء ، والغناء والرقص المحرم .وما زاد الطينة بلت وادلهمت بذلك المصائب حين سمحنا للرجال أن يخدمن النساء والعكس صحيح .
    النعمة لا تذكر بالخطيئة، وليلة الزفاف من آلاء الله العظيمة، والابتهاج بها لا يكون بنزع الحياء فيها، ومن افتَتَح حياتَه الزوجيّة بالمخالفاتِ الشرعية فهل ينتظِر التوفيقَ من الله؟ فيا عباد الله ! لا تبدأوا أيامكم الأولى في هذا العقد المقدس لا تبدأوه بمعصية الله .
    بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني الله وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم، أقول ما تسمعون، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
    منقول*عن*الاستاذ*أحمد*مدهار
     

مشاركة هذه الصفحة