عقيدة من كتاب (حصول المنة بشرح اصول السنة )للامام احمد بن حنبل

الموضوع في '#العلوم الشرعية' بواسطة فاتن محمد, بتاريخ ‏4 سبتمبر 2016.

فيسبوك
أخطاء في برامج التواصل الاجتماعي
  1. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى
    الحمد لله رب العالمين واصلي واسلم علي رسول الله صلي الله عليه وسلم سيد المرسلين وعلي آله وصحبه أجمعين ...وبعد

    فمرحبا بكم أيتها الأخوات المؤمنات في هذه الدروس العلميه

    وهذا هو الدرس الأول من دروس العقيدة من كتاب (حصول المنة بشرح أصول السنة )للامام أحمد بن حنبل

    ***********************************

    وفي هذا الدرس نتعرف سويا علي أهم معالم حياة الامام أحمد رحمه الله تعالي
    وأهم الموضوعات التي اشتمل عليها كتاب أصول السنة , ومعني أصول السنة

    *************************************
    **الامام أحمد رحمه الله تعالي هو ..... (أبو عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل بن هلال بن أسدالشيباني )رحمه الله تعالي


    ** ولد رحمه الله تعالي سنة أربع وستين ومائة ببغداد
    **عاصر رحمه الله أئمة كبار منهم الامام الشافعي والامام اسحاق بن راهوى
    *
    *طلب العلم رحمه الله تعالي وهو ابن خمس عشرة سنة في العام الذي مات فيه الامام مالك رحمه الله ومن أشهرشيوخه الامام الشافعي والامام وكيع بن الجراح
    وقدتلقي عنه العلم كثيرون من أشهرهم :
    الامام البخاري والامام مسلم صاحب الصحيح ومن اشهر كتبه التي ألفها رحمه الله (المسند ,والزهر,وغيرها)

    ****************************************
    وكان رحمه الله تعالي يصلي في اليوم كل يوم وليلةثلاث مائة ركعة فلما مرض رحمه الله كان يصلي كل يوم وليلة مائة وخمسين ركعة
    وقد قال عنهالامام الشافعي رحمه الله "أحمد امام في ثمان خصال...
    *امام في الحديث
    *امام في الفقه
    *امام في اللغة
    *امام في القرآن
    *امام في الفقر
    *امام في الزهد
    *امام في الورع
    *امام في السنة





    *وقال عنه الامام ابن المديني رحمه الله "أعز الله الدين بالصديق يوم الردة وبأحمد يوم المحنة"
    وقال أبو زرعه الرازي رحمه الله "كان أحمد بن احمد يحفظ الف ألف حديث"
    وقد توفي رحمه الله تعالي سنة احدي وأربعين ومائتين



    ***أما أهم الموضوعات التي اشتمل عليها هذا الكتاب (أصول السنة)
    الايمان بالقدر
    الايمان باليوم الآخر
    رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة
    الايمان عند أهل السنة والجماعة
    حكم مرتكب الكبيرة
    تعريف النفاق الأكبر
    القرآن كلام الله غير مخلوق ..والاخير هذا الذي بسببه عذب رحمه الله تعالي عذابا شديدا



    ***
    ومعني أصول السنة
    الأصول جمع أصل والأصل هو أساس الشئ
    والسنة هي الطريقة والسيرة

    ***قال رسول الله صلي الله عليه وسلم((من سن في الاسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شئ,ومن سن في الاسلام سنة ستئةكان عليه وزرها ووزر من عمل بها من بعده من غير أنينقص من أوزارهم شئ))

    اذن معني أصول السنة :أصول وأسس العقيدة


    "
    "هذا وصلي الله وسلم وبارك علي نبينا محمد"
    تااااابع



     
    أعجب بهذه المشاركة ياسمين
  2. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول صلي الله عليه وسلم
    وهذا هو الدرس الثاني : من دروس العقيدة من كتاب حصول المنة بشرح أصول السنة للامام أحمد بن حنبل
    وفي هذا الدرس نتعرف سويا علي

    **وجوب التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم
    والتحذير من البدع والخصومات ومخالطة أصحاب الأهواء

    ** ومنزلة السنة في الشريعة الاسلامية

    ***********************

    **قال الامام احمد رحمه الله تعالي :أصول السنة عندنا (أى عند اللف أئمة السنة )
    **والمراد بالسنة هنا "العقيدة"
    وسميت العقيدة بالسنة لأنها لا مجال للعقل فيها

    **قال رحمه الله تعالي:أصول السنة عندنا التمسك بما كان عليه أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم والاقتداء بهم
    (أى من اصول العقيدة عند أهل السنة والجماعة أن يتمسك المسلمون بما كان عليه أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم والاقتداء بهم )

    وذلك لقول رسول الله صلي الله عليه وسلم : (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين ,عضوا عليها بالنواجذ واياكم والأمور المحدثات فان كل بدعةضلالة))

    **قال الامام رحمه الله تعالي:وترك البدع وكل بدعة فهي ضلالة.
    ***وذلك لقول النبي صلي الله عليه وسلم : (فان كل بدعة ضلالة))
    ***وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))

    أى مردود عليه
    والبدعة :هي طريقة في الدين مخترعة تشابه السنن الشرعية ,يقصد بها المبالغة في التعبد لله سبحانه وتعالي .


    **قال الامام رحمه الله تعالي:وترك الخصومات أى من أصول السنة عند أهل السنة والجماعة ترك الخصومات في الدين,وذلك لأنها تورث النفاق

    ***قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (ان أبغض الرجال الي الله الألد الخصم))أى شديد الخصومة

    والخصومة في الدين ليست من طريقة أهل السنة والجماعة كما قال شيخ الاسلام ابن تيمة رحمه الله

    **قال الامام رحمه الله تعالي :وترك الخصومات والجلوس مع أصحاب الأهواء
    أى من أصول السنة عند أهل السنة والجماعة أنهم لا يجلسون مع أصحاب الأهواء وهم المبتدعة

    ***وذلك لقول الله تعالي (وقد نزل عليكم في الكتاب أن اذا سمعتم ءايات الله يكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره انكم اذا مثلهم))

    **قال الامام رحمه الله تعالي :وترك المراء والجدال والخصومات في الدين
    أى من أصول العقيدة عند أهل السنة والجماعة أنهم يتركون المراء وهو الجدال

    والخصومات في الدين
    فنهج أهل السنة والجماعة يقوم علي الاستسلام لنصوص الكتاب والسنة بخلاف أهل البدع الذين يقدمون عقولهم علي نصوص الكتاب والسنة.
    فالمرء لا يكون مسلما حتي يستسلم لنصوص الكتاب والسنة


    **
    وقد حذرنا الله سبحانه وتعالي من الجدال بالباطل فقال سبحانه وتعالي ((ان الذين يمارون في الساعة لفي ضلال بعيد))

    **وقال سبحانه وتعالي ((ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ويتبع كل شيطان مريد))

    وأمرنا الله سبحانه وتعالي بالجدال بالحسني مع من يريد الحق

    **قال سبحانه ((وجادلهم بالتي هي أحسن))

    **
    أى من احتاج منهم الي مناظرة وجدال بالوجه الحسن كما قال الحافظ بن كثير رحمه الله تعالي في تفسير هذه الآية

    **قال الامام أحمد رحمه الله:والسنة تفسير القرآن
    والمقصودبالسنة هنا ما أثر عن رسول الله صلي الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير أو صفة
    وبهذا يرد الامام رحمه الله علي طائفة تسمي بالقرآنيين الذين يقولون ما لنا وللسنة
    انما نكتفي فقط بما جاء في كتاب الله سبحانه وتعالي


    &&فأراد الامام أحمد رحمه الله أن يبين منزلة السنة في الشريعة الاسلامية
    السنة تفسر القرآن (آى تبينه وتوضحه)

    ## ومن الآيات التي لا يمكن فهمها فهما صحيحا علي مراد الله الا عن طريق السنة
    قوله تعالي
    ((الذين ءامنوا ولم يلبسوا ايمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ))

    **
    فهم أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم ..قوله تعالي (بظلم)علي عمومه أنه يشمل كل ظلم ولوكان صغيرا ,فسألوا رسول الله _صلي الله عليه وسلم _فبين لهم أن المراد بقولهتعالي ( بظلم )بشرك
    وقال لهم :ألم تسمعوا قول لقمان لابنه
    ((يابني لا تشرك بالله ان الشرك بالله لظلم عظيم ))؟

    **قال الامام رحمه الله مبيننا أيضا منزلة السنة في الشريعة الاسلامية :قال وهي دلائل القرآن
    &أى السنة تضيف أحكاما جديدة للقرآن لم يأت بها القرآن
    ومن الأحكام التي لم يأت بها القرآن الكريم :تحريم الجمع في النكاح بين المرأة وعمتها أو المرأة وخالتها

    ** قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ((لا يجمع بين المرأة وعمتها ولا بين المرأة وخالتها ))

    **وقال الامام رحمه الله :ليس في السنة قياس
    &والمقصود بالقياس هنا القياس الفاسد :وهو الذي يعارض النص الشرعي كقياس الربا علي البيع
    **قال تعالي ((ذلك بأنهم قالوا انما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا ))
    وأيضا منه قياس ابليس حين قال ((أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين ))
    فهذا قياس فاسد لأنه عارض قوله تعالي ((اسجدوا لآدم ))

    **ثم قال الامام أحمد رحمه الله :ولا تضرب لها الأمثال
    أى لا يضرب لكلام الله تعالي وكلام رسوله _صلي الله عليه وسلم _الأشباه والنظائر
    **قال تعالي ((فلا تضربوا لله الأمثال ان الله يعلم وأنتم لا تعلمون ))

    **قال الامام أحمد رحمه الله :ولا تدرك بالعقول ولا بالأهواء


    أى السنة لا يستطيع أحد أن يدركها بعقله ولا بهواه وذلك لأنها مبنية علي التوقيف
    قال تعالي ((قل انا حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والاثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله مالم ينزل به سلطانا وأن تقولوا علي الله مالا تعلمون))
    &أى لا يجوز لأحد أن يقول علي الله عز وجل شيئا بغير نص شرعي

    **قال الامام أحمد رحمه الله :انما هو الاتباع


    &أى يجب علينا أن نتبع الله ورسوله _صلي الله عليه وسلم
    **وقال سبحانه ((اتبعوا ما أنزل اليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونهأولياء قليلا ما تذكرون ))

    وقوله تعالي ((اتبع ما يوحي اليك من ربك))


    **
    قال الامام رحمه الله تعالي :انما هو التباع وترك الهوى
    &أى يجب علينا أن نتبع ما جاء في كتاب الله
    وسنة رسوله_صلي الله عليه وسلم _وترك الهوى


    الهوي هو ما تميل اليه النفس من الشهوات
    **قال تعالي ((ولا تتبع الهوى فيضلك عن سبيل الله ))

    **ثم قال الامام أحمد رحمه الله :ومن السنة اللازمة (أى الواجبه )ومن السنة اللازمة التي من ترك منها خصلة (أى من ترك منها شيئا)لم يقبلها ويؤمن بها ,لم يكن من أهلها

    &
    أى من العقائد والسنن الواجبة التي يجب علي كل مسلم أن يؤمن بها ومن رد شيئا منها لم يكن من أهل هذه السنة ويصير مبندعا


    &&ثم يذكر الامام رحمه الله تعالي هذه السنن
    وفي اللقاء القادم ان شاء الله تعالي نذكر أول هذه السنن
    ****************************
     
    آخر تعديل: ‏4 سبتمبر 2016
    ياسمين, أجياد, نهي و 1 شخص آخر معجبون بهذا.
  3. أ.ريحـــانـــة غـــزة

    أ.ريحـــانـــة غـــزة مسؤول المنهجية بالدار طاقم الإدارة

    إنضم إلينا في:
    ‏13 يونيو 2014
    المشاركات:
    1,237
    الإعجابات المتلقاة:
    734
    نقاط الجائزة:
    64
    الجنس:
    أنثى
    درس طيب جدا،

    جزاك الله عنا خير الجزاء،آمين
     
  4. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى
    واياك يا قرة العين
     
    أعجب بهذه المشاركة أ.ريحـــانـــة غـــزة
  5. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى
    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي رسةل الله سيد الملرسلين _صلي الله عليه وسلم وعلي آله وصحبه أجمعين

    وهذا هو الدرس الثالثمن دروس العقيدة من كتاب حصول المنة بشرح أصول المنة للامام أحمد بن حنبل

    وفي هذا الدرس نتعرف سويا علي الايمان بالقدر
    *********************
    &&
    قال الامام أحمدرحمه الله تعالي الايمان بالقدر خيره وشره
    #أى من السنن اللازمة التي يجب علينا أن نؤمن بها الايمان بالقدر
    _والايمان بالقدر ركن من أركان الايمان الستهالتي لا يتم ايمان العبد الا بها جميعا
    _وخص الامام أحمد رحمه الله تعالي بالقدر بالذكر لأنأهل البدع في زمانه من القدرية والجبرية أنكروه .....فأراد رحمه الله تعالي أن يرد عليهم


    *ومعني القدر :
    أن الله سبحان هوتعالي علم مقادير الأشياء وأزمانها قبل ايجادها ثم أوجدها سبحانه وتعالي
    فكل ما يحدث في هذا الكون صادر عن علم الله وقدرته وارادته

    *ومن الأدلة علي اثبات الايمان بالقدر قوله تعالي:((انا كل شئ خلقناه بقدر))
    *وحديث رسول الله _صلي الله عليه وسلم _لما سئل عن الايمان فقال :أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدرخيره وشره

    _وقد أجمع أئمة السلف من أهل الاسلام علي الايمان بالقدر خيره وشره كما ذكر ذلك الحافظ عبد الغني المقدسي رحمه الله تعالي
    أما قوله رحمه الله تعالي "خيره وشره"
    أى كل شئ بقدر الله سواء كان خيرا أو شرا
    _وقدر الله سبحانه وتعالي كله خير لا شر فيه بوجه من الوجوه
    لأن النبي صلي الله عليه وسلم قال :
    ((والشر ليس اليك))

    والمراد بالشر هنا
    شر المقدور وليس شر القدر فقدر الله سبحانه وتعالي كله خير .

    قال بن القيم رخمه الله
    القدر لا شر فيه بوجه من الوجوه وانما الشر باعتبار المقدر لا باعتبار القدر

    فالقصاص واقامة الحدود وقتل الكفار هذا شر بالنسبة الي من أقيم عليه القصاص أو الحد أو القتل وخير بالنسبة الي غيرهم .
    فالله عز وجل شرع القصاص واقامة الحد وقتل الكفار لأجل ا لخبر الذي وانما هو شر باعتبار من أقيم عليه القصاص أو الحد أو القتل

    وكذلك المرض ..........هذا خير للمؤمن باعتبارالقدر , ولكن من حيث المقدور فان فيه شر وهو الألم والتعب ,والخير الذي فيه أن الله عز وجل يمرض المؤمن لكي يرفع درجته ويمحو سيئاته

    &&قال الامام أحمد رحمه الله تعالي والتصديق بالأحاديثفيه والايمان بها لا يقال لم وكيف انما هو التصديق والايمان بها .



    _أي يجب علينا أن نؤمن بكل الأحاديث الواردة في القدر وأن نؤمن بها ايمانا جازما ولا يجوز لنا أن نسأل لم وكيف انما يجب التصديق والايمان فقط.
    وذلك لأن من شأن المؤمن أن يقول"سمعنا وأطعنا "

    *قال الله عز وجل ((لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ))
    وقال سبحانه وتعالي ((وما كان لمؤمن ولا مؤمنة اذا قضي الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ))

    && قال الامام أحمد رحمه الله تعالي ومن لم يعرف تفسير الحديث ويبلغه عقله فقد كفي ذلك وأحكم له فعليه الايمان والتسليم له

    #أى من لم يعرف تفسير شئ من هذه الأحاديث فقد كفاه الله ذلك بأن لا يبحث عنها وانما يجب عليه يؤمن وأن يسلم بها فلا يجوز للعقل الانساني أن يتعمق فيها بالبحث لأنه لا يستطيع استعابها
    _ثم ضرب الامام أحمد رحمه الله تعالي عدة أمثلة علي هذا فقال
    _ مثل حديث الصادق المصدوق
    _ومثل ما كان مثله في القدر

    *وأما حديث الصادق المصدوق , فهو حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صل الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال ((ان احدكم يجمع خلقه في بطن امه اربعين يوما ثم يكون علقة مثل ذلك , ثم يكون مضغة مثل ذلك , ثم يبعث الله ملكا فيأمر باربع كلمات : ويقال له اكتب عمله ورزقه واجله وشقي ام سعيد ثم ينفخ فيه الروح , فان الرجل منكم ليعمل حتى ما يكون بينه وبين الجنة الا ذراع فيسبق عليه كتابه فيعمل بعمل اهل النار . ويعمل حتى ما يكون بينه وبين النار الا ذرا ع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل اهل الجنة ))فهذا الحديث يجب علينا ان نؤمن به ولا نقول لما وكيف


    && ثم قال الامام احمد ضاربا مثالا اخر ومثل احاديث الرؤيا كلها أي احايث رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة وسياتي ان شاء الله شيئا منها
    فيجب على المؤمن ا يؤمن بهذه الاحاديث وامثالها ولا يتعمق في البحث عنها

    &&قال الامام احمد رحمه الله تعالى وان نبت عن الاسماع واستوحش منها المستمع وانما عليه الايمان بها والا يرد منها حرفا واحدا , وغيرها من الاحاديث المأثورات عن الثقات
    *اي يجب علينا ان نؤمن بهذه الاحاديث وان لم تقبلها اسماع الناس وهذا معنى قوله " وان نبت "
    فمعنى نبت : اي لم تقبلها ولم تنقد لها اسماع الناس
    فيجب علينا ان نؤمن بالاحاديث وان لم تقبلها اسماع الناس وان استنكرها واستغربها المستمع
    وانما يجب على العبد ان يؤمن بها كلها ولا يرد حرفا واحدا منها لان السنة وحي من الله سبحانه وتعالى

    * قال تعالى (( وما ينطق عن الهوى ان هو الا وحي يوحى ))
    وقال المولى عز وجل ((
    وما ءاتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا ))

    قال الامام محمد ابن الحسن الشيباني رحمه الله
    اتفق الفقهاء كلهم من المشرق الى المغرب على الايمان بالقران والاحاديث التي جاء بها الثقات عن رسول الله صل الله عليه وسلم في صفة الرب عز وجل من غير تغير ولا وصف ولا تشبيه , فمن فسر اليوم شيء من ذلك .. فقد خرج مما كان عليه النبي صلى الله عليه وسلم وفارق الجماعه , فإنهم لم يصفوا ولو يفسروا ولكن افتو بما كان في الكتاب والسنه ثم سكتو .

    && قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى وألا يخاصم احدا ولا يناظره ولا يتعلم الجدال فإن الكلام في القدر والرؤية وغيرها من السنن مكروه منهي عنه
    * أي لا يجوز للمسلم ان يخاصم احدا في دين الله سبحانه وتعالى وانما عليه الاستسلام والانقياد ل دين الله سبحانه وتعالى
    * لان الكلام في القدر والرؤيه(اي في كيفيه رؤيه المؤنين لربهم يوم القيامه ) وغيرها من السنن مكروه اي محرم , نهانا الله ورسوله صلى الله عليه وسلم عنه وحذرنا منه
    *كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنة قال:قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (أخر الكلام في القدر لشرار أمتي في آخر الزمان )
    *وخرج رسول الله صلي الله عليه وسلم علي أصحابه يوما وهم تختصمون في القدر فكأنما يفقأ في وجهه حب الرمان من الغضب ,أى احمر وجه رسول الله صلي الله عليه وسلم من أجل هذا فقال : بهذا أمرتم ؟تضربون القرءان بعضه ببعض ؟بهذا هلكت الأمم قبلكم .


    &&قال الامام أحمد رحمه الله تعالي لا يكون صاحبه .وان أصاب بكلامه السنة .من أهل السنة حتي يدع الجدال ويؤمن بالآثار
    * أى : الذي يجادل ويخاصم في القدر ان اصاب الحق بجداله لم يكن من اهل السنه حتى يترك الجدال
    ومن وافق السنه عن طريق الجدال والمناظره فقد اخطأ فإن هذا الدين مبني على لتسليم والانقياد

    * قال الله سبحانه وتعالى (( إنما كان قول المؤمنين اذا دعوا الى الله ورسوله ليحكم بينهم ان يقولو سمعنا واطعنا اولائك هم المفلحون ))

     
    آخر تعديل: ‏10 سبتمبر 2016
  6. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى

    بسم الله الرحمن الرحيم ،

    الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


    وهذا هو الدرس الرابع من دروس العقيدة من كتاب حصول المنة بشرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى .

    وفي هذا الدرس نتعرف على عدة موضوعات :

    [​IMG]الاول : القرءان كلام الله.
    [​IMG]الثاني : رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة.
    [​IMG]الثالث :رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا.

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى،
    "والقرءان كلام الله وليس بمخلوق".


    [​IMG]أي من السنن اللازمة التي يجب أن نؤمن بها أن القرءان كلام الله تكلم به حقيقة .

    [​IMG]وذلك لقوله تعالى :
    { وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله }.

    [​IMG]ومعنى قوله : وليس بمخلوق ، أي أن القرءان ليس من خلق الله سبحانه وتعالى وذلك لأنه صفة من صفاته وصفات الله غير مخلوقة .

    [​IMG]وقال الله سبحانه وتعالى :
    { ألا له الخلق والأمر } .
    فالخلق هو مخلوقات الله والأمر هو كلام الله.

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى ،
    "من قال القرءان مخلوق فهو عندنا كافر لأن القرءان من علم الله وفيه أسماء الله".


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى ،
    "ولا يضعف أن يقول ليس بمخلوق".


    [​IMG]أي لا يجبن أحد من أهل السنة أن يقول إن القرءان ليس بمخلوق.

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى،
    "فإن كلام الله ليس ببائنٍ منه، وليس منه شيء مخلوق".


    [​IMG]أي القرءان الكريم ليس بمنفصل عن الله سبحانه لأنه صفة من صفاته سبحانه ،وصفات الله قائمة بذاته، ليست منفصلة عنه سبحانه وتعالى.

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى ،
    "وإياك ومناظرة من أحدث فيه".


    [​IMG]هذا تحذير من الإمام أحمد رحمه الله من مناظرة من أحدث في القرءان الكريم مما لم يرد فيه نص،وكلامه -رحمه الله- يحمل على المناظرة من غير حاجة.

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى ،
    "و من قال باللفظ وغيره ، ومن وقف فيه فقال : (لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله) فهذا صاحب بدعة ، مثل من قال هو مخلوق . وإنما هو كلام الله ليس بمخلوق".


    [​IMG]معنى قول الإمام أحمد رحمه الله تعالى :"ومن قال باللفظ وغيره" أي من قال لفظي بالقرءان مخلوق.

    [​IMG]قال الإمام الشافعي : "من قال لفظي بالقرءان أو القرءان بلفظي مخلوق ، فهو جهمي" .
    [​IMG]والجهمي نسبة إلى الجهم بن صفوان الذي أنكر جميع صفات الله وأسمائه الحسنى .


    [​IMG]ومعنى قول الإمام أحمد رحمه الله تعالى : "ومن وقف فيه فقال لا أدري مخلوق أو ليس بمخلوق وإنما هو كلام الله" ،أي من توقف في القرءان ، فلم يقل القرءان مخلوق ، ولم يقل غير مخلوق ، وإنما قال هو كلام الله فقط.
    [​IMG]ومعنى قوله : "فهذا صاحب بدعة" أي هذا الرجل القائل صاحب بدعة ؛ كمن قال القرءان مخلوق .
    [​IMG]ومعنى قوله "وإنما هو كلام الله ليس بمخلوق" أي يجب علينا أن نعتقد أن كلام الله ليس مخلوقًا . وهذا مذهب السلف وأئمة السنة.

    [​IMG]قال الإمام مالك : "من قال القرءان مخلوق ، يوجع ضربًا ويحبس حتى يموت".
    [​IMG]وقال الإمام الشافعي : "القرءان كلام الله غير مخلوق" .

    [​IMG]ثم قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى متحدثًا عن رؤية المؤمنين لربهم يوم القيامة ، قال : "والإيمان بالرؤية يوم القيامة كما رُوِيَ عن النبي صلى الله عليه وسلم من الأحاديث الصحاح ..


    [​IMG]أي من أصول أهل السنة والجماعة التي يجب أن نؤمن بها أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة،وقد دلَّ على ذلك الكتاب والسنة ؛

    [​IMG]فمن الكتاب قول الله تعالى :
    {وجوه يومئذ ناضرة ، إلى ربها ناظرة }.

    [​IMG]ومن السنة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ( إنكم سترون ربكم عيانًا ) أي بأعينكم .

    [​IMG]وقد أجمع العلماء على أن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة.
    كما ذكر ذلك الحافظ عبد الغني المقدسي ، وأبو الحسن الأشعري.

    [​IMG]وقال الإمام أحمد : من قال بأن الله تعالى لا يُرى في الآخرة فقد كفر ، عليه لعنة الله وغضبه.

    [​IMG]ثم قال الإمام أحمد متحدثًا عن رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في الدنيا : "وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد رأى ربه".


    [​IMG]هذه المسألة وهي رؤية النبي صلى الله عليه وسلم لربه في المعراج اختلف فيها الصحابة على قولين..
    [​IMG]والصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ير ربه في المعراج.

    [​IMG]وذلك لحديث عائشة رضي الله تعالى عنها قالت "من حدثك أن محمدًا رأى ربه ، فقد كذب".

    [​IMG]وقال شيخ الإسلام عليه رحمة الله تعالى : الذي ثبت في الصحيح عن ابن عباس أنه قال : "رأى محمد ربه بفؤاده مرتين" .

    [​IMG]وعائشة أنكرت الرؤية ، فمن الناس من جمع بينهما فقال : عائشة أنكرت رؤية العين ،
    [​IMG]وابن عباس أثبت رؤية الفؤاد.
    وقال : لم يثبت عن ابن عباس لفظ صريح أنه رآه بعينه .

    [​IMG]وكذلك الإمام أحمد رحمه الله تعالى رويت عنه روايتان :

    [​IMG]الأولى : تفيد أنه رآه بفؤاده.
    [​IMG]والثانية : تفيد أنه رآه "رؤية" ولم تقيد بفؤاد أو ببصر .

    [​IMG]فيحمل هذا على هذا ( تحمل الرؤية المطلقة على رؤية الفؤاد ) وبهذا يستقيم الكلام .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله :فإنه مأثور عن رسول الله صلى الله عليه وسلم صحيح ، رواه قتادة عن عكرمة عن ابن عباس ، ورواه الحكم بن أبانا عن عكرمة عن ابن عباس ، ورواه علي بن زيد عن يوسف بن مهرانا عن ابن عباس ، والحديث عندنا على ظاهره .

    [​IMG]وكل هذه الأحاديث التي ذكرها الإمام أحمد رحمه الله تعالى رويت من وجوه ضعيفة وقد ذكرنا ذلك في الكتاب.

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى ،
    "والحديث عندنا على ظاهره كما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم ، والكلام فيه بدعة".


    [​IMG]أي الكلام في كيفية الرؤية بدعة، لم ترد عن الصحابة رضي الله عنهم .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى ،
    ولكن نؤمن به كما جاء على ظاهره ولا نناظر فيه أحدًا .


    [​IMG]أي يجب علينا أن نقر بهذا وأن نصدقه تصديقًا جازمًا كما جاء على ظاهره ولا نناظر فيه أحدًا ، لأن منهج أهل السنة والجماعة يقوم على التسليم والانقياد للنصوص وعدم الجدال والمناظرة فيها .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]


    [​IMG]
    [​IMG]هذا وصلِّ اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد.

    [​IMG] [​IMG] [​IMG]




     
    أعجب بهذه المشاركة ياسمين
  7. وردة في بستان

    وردة في بستان عضوة جديدة

    إنضم إلينا في:
    ‏11 مايو 2016
    المشاركات:
    14
    الإعجابات المتلقاة:
    15
    نقاط الجائزة:
    1
    الجنس:
    أنثى
    بارك الله في علمكم
    وجزاكم الله عنا خير
     
    أعجب بهذه المشاركة فاتن محمد
  8. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى
    واياك حبيبتي ....أسأل الله السداد والتوفيق لنا جميعا
     
  9. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى

    بسم الله الرحمن الرحيم ،
    الحمد لله رب العالمين ، وأصلى وأسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .


    وهذا هو الدرس الخامس من دروس العقيدة من كتاب حصول المنة بشرح أصول السنة للإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى .

    وفي هذا الدرس نتعرف سويا على الميزان والحوض يوم القيامة ، وعذاب القبر .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى ،متحدثا عن اليوم الآخر:
    والإيمان بالميزان يوم القيامة كما جاء يوزن العبد يوم القيامة فلا يزن جناح بعوضة .


    [​IMG]أي من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يؤمنون بالميزان يوم القيامة وأنه ميزان حقيقي توزن أعمال العباد فيه.

    [​IMG]قال الله تعالى :
    {ونضع الموازين القسط ليوم القيامة ،فلا تظلم نفس شيئًا ،وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها، وكفى بنا حاسبين }.

    [​IMG]وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مثل مد البصر، ثم يقول : أتنكر من هذا شيئًا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يارب ،فيقول : أفلك عذر ؟ فيقول : لا يارب ،فيقول : بلى ، إن لك عندنا حسنة ، فإنه لا ظلم عليك اليوم ، فتخرج بطاقة فيها "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله"، فيقول : أحضر وزنك ، فيقول : يارب ، ماهذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فقال : إنك لا تظلم ، قال : فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة ، فطاشت السجلات ،وثقلت البطاقة ،فلا يثقل مع اسم الله شيء ) .

    [​IMG]وقد أجمع أهل السنة على الإيمان بالميزان ، وأن أعمال العباد توزن يوم القيامة ، وأن الميزان له لسان ، وكفتان ، ويميل بالأعمال .

    [​IMG]وأنكرت المعتزلة الميزان وقالوا : هو عبارة عن العدل ،فخالفوا الكتاب والسنة ،

    كما قال ذلك الإمام أبو إسحاق الزجاج .

    [​IMG]ومما يدل على أن العبد يوزن يوم القيامة ، حديث عبد الله بن مسعود رضي الله تعالى عنه أنه كان يجتني سواكا من الأراك ،وكان دقيق الساقين فجعلت الريح تكفؤه ، فضحك القوم منه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مم تضحكون ؟ ) ،قالوا : يا نبي الله ، من دقة ساقيه ، قال : ( والذي نفسي بيده، لهما أثقل في الميزان من أحد ) .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    وتوزن أعمال العباد كما جاء في الأثر . ويجب الإيمان به والتصديق به والإعراض عن من رد ذلك وترك مجادلته .


    [​IMG]قال الامام احمد رحمه الله تعالي : توزن أعمال العباد كما جاء في الأثر ،أي توزن أعمال العباد صالحها وسيئها بعد أن تجسم .

    [​IMG]كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( كلمتان ،حبيبتان إلى الرحمن، خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم ) .

    [​IMG]وعن أبي الدرداء رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما من شيء أثقل في الميزان من حسن الخلق ) .

    [​IMG]قال الامام احمد رحمه الله تعالي : ويجب الإيمان به والتصديق به والإعراض عمن رد ذلك وترك مجادلته ،أي يجب علينا أن نقر ونصدق بالميزان تصديقا جازما وأن نعرض عن من رد ذلك أو أوله بالمجاز كالمعتزلة ، وأن نترك مجادلته إلا إذا علم أنه إذا عرف الحق سلم له وانقاد إليه .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    وأن الله تعالى يكلمه العباد يوم القيامة ليس بينهم وبينه ترجمان ، والإيمان به والتصديق به.


    [​IMG]فيجب علينا أن نؤمن وأن نقر بأن الله عز وجل سيكلمه العباد يوم القيامة ليس بينهم وبين الله سبحانه وتعالى ترجمان أي مترجم يترجم الكلام من لغة إلى لغة .

    [​IMG]ومن الأدلة على ذلك حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان ) .

    [​IMG]وقال الله سبحانه وتعالى :
    {ويوم يناديهم فيقول أين شركائي الذين كنتم تزعمون }.

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    والإيمان بالحوض ،وأن لرسول الله صلى الله عليه وسلم حوضا يوم القيامة، ترد عليه أمته ، عرضه مثل طوله ،مسيرة شهر ، آنيته كعدد نجوم السماء ،على ما صحت به الأخبار من غير وجه .


    [​IMG]أي من أصول أهل السنة والجماعة التي يجب علينا أن نؤمن بها ، الإيمان بالحوض وأن لكل نبي حوضا يعطاه يوم القيامة تشرب منه أمته وأعظم الحيضان حوض رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    [​IMG]ومعنى قوله : عرضه مثل طوله مسيرة شهر أي شكل الحوض مربع .
    [​IMG]ومعنى قوله : آنيته كعدد نجوم السماء أي في الكثرة
    [​IMG]وقوله : على ما صحت به الأخبار من غير وجه أي في القرءان والسنة .

    [​IMG]فعن أبي عبيدة عن عائشة رضي الله تعالى عنها قال : سألتها عن قوله تعالى :
    {إنا أعطيناك الكوثر
    قالت : نهر أعطيه نبيكم صلىالله عليه وسلم شاطئاه عليه در مجوف آنيته كعدد نجوم السماء.

    [​IMG]وعن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( حوضي مسيرة شهر وزواياه سواء وماؤه أبيض من الورق "أي من الفضة" وريحه أطيب من المسك وكيزانه كنجوم السماء "أي أكوابه التي يشرب بها كعدد نجوم السماء" فمن شرب منه فلا يظمأ بعده أبدا ولا يشرب من الحوض إلا المؤمنون ) .

    [​IMG]وذلك لحديث أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ليردن علي ناس من أصحاب الحوض حتى عرفتهم اختلجوا دوني فأقول : أصحابي ،فيقول لا تدري ما أحدثوا بعدك .

    [​IMG]ومعنى قوله :اختلجوا، أي أخذوا حتى لا يصلوا إلى الحوض .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    والإيمان بعذاب القبر.


    [​IMG]أي للكفار والمنافقين النفاق الاعتقادي ،ومن شاء الله عز وجل من عصاة الموحدين .

    [​IMG]ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى :
    {ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطو أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون }.

    [​IMG]وقوله تعالى :
    { فوقاه الله سيئات ما مكروا وحاق بآل فرعون سوء العذاب ، النار يعرضون عليها غدوًا وعشيًا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب }.

    [​IMG]وعن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما قال : خرج النبي صلى الله عليه وسلم من بعض حيطان المدينة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال : ( يعذبان ، ومايعذبان في كبير "أي في أمر يعظم عليهما تركه"، وإنه لكبير "أي لعظيم عند الله سبحانه وتعالى"، كان أحدهما لا يستتر من البول ، وكان الآخر يمشي بالنميمة ، ثم دعا بجريدة فكسرها بكسرتين أو ثنتين، فجعل كسرة في قبر هذا وكسرة في قبر هذا فقال لعله يخفف عنهما ما لم يلبسا ) .

    [​IMG]وقد أجمع أهل السنة والجماعة على إثبات عذاب القبر

    كما ذكر ذلك الإمام النووي رحمه الله تعالى .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    وإن هذه الأمة تفتن في قبورها وتسأل عن الإيمان والإسلام ومن ربه ومن نبيه.


    [​IMG]أي مما يجب أن نؤمن به أن هذه الأمة تمتحن وتختبر وتسأل في القبر، ويريد بالسؤال سؤال منكر ونكير ،ويسأل الملكان المنكر والنكير العبد في قبره ثلاثة أسئلة :
    من ربك ؟
    ما دينك ؟
    من نبيك ؟

    [​IMG]كما جاء في حديث عائشة رضي الله تعالى عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( أوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم ، يقال : ما علمك بهذا الرجل ؟ فأما المؤمن أو الموقن فيقول : هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا ،هو محمد {ثلاثا} . فيُقال : نم صالحًا قد علمنا أنك كنت لموقنا به وأما المنافق فيقول : لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    ويأتيه منكر ونكير كيف شاء وكيف أراد ، والإيمان به ، والتصديق به.


    [​IMG]أي يأتي العبد في قبره الملكان الموكلان بسؤال القبر وهم المنكر والنكير ،فيسألانه ثلاثة أسئلة " من ربك ؟ ، ما دينك ؟ ، من نبيك ؟ "
    يأتيان كيف شاء الله ،

    [​IMG]كما في حديث أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إذا قبر الميت أتاه ملكان أسودان ، أزرقان يقال لأحدهما المنكر وللآخر النكير فيقولان : ما كنت تقول في هذا الرجل ؟ فيقول ما كان يقول : هو عبد الله ورسوله ،أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله ،"أي يقول ماكان يقول في الدنيا"، فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول هذا . ثم يفسح له في قبره سبعون ذراعا في سبعين ثم ينور له فيه ثم يقال له : نم فيقول : أرجع إلى أهلي فأخبرهم ، فيقولان : نم كنومة العروس الذي لا يوقظه إلا أحب أهله إليه حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ،
    وإن كان منافقا قال : سمعت الناس يقولون فقلت مثله .. لا أدري . فيقولان : قد كنا نعلم أنك تقول ذلك فيقال للأرض : التئمي عليه ،فتلتئم عليه فتختلف فيها أضلاعه فلا يزال فيها معذبا حتى يبعثه الله من مضجعه ذلك ) .


    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]


    [​IMG]هذا وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد .

    [​IMG] [​IMG] [​IMG]
     
    أعجب بهذه المشاركة ياسمين
  10. ام مهند

    ام مهند معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏31 مايو 2016
    المشاركات:
    168
    الإعجابات المتلقاة:
    144
    نقاط الجائزة:
    16
    الجنس:
    أنثى
    بارك الله فيك وفي جهودك معلمتي الفاضله9:))9::i::w::w1::w1
     
  11. حور الجنان

    حور الجنان عضوة جديدة

    إنضم إلينا في:
    ‏21 سبتمبر 2016
    المشاركات:
    4
    الإعجابات المتلقاة:
    5
    نقاط الجائزة:
    1
    الجنس:
    أنثى
    بوركت جهودك استاذة
     
  12. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]

    بسم الله الرحمن الرحيم ،


    الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.


    وهذا هو الدرس السادس من دروس العقيدة من كتاب حصول المنة بشرح أصول السنة للإمام أحمد رحمه الله تعالى.

    وفي هذا الدرس نتعرف سويا على شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ، والشفاعة يوم القيامة في أهل الكبائر ، وخروج المسيح الدجال ، ونزول عيسى عليه السلام من السماء .. ولا يزال حديثنا موصولا مع الإيمان باليوم الآخر .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    والإيمان بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم .
    .

    [​IMG]أي من السنن اللازمة التي يجب أن نؤمن بها جميعا، أن نؤمن وأن نصدق وأن نقر بشفاعة النبي صلى الله عليه وسلم يوم القيامة ،

    [​IMG]كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لكل نبي دعوة مستجابة ،يدعو بها فيستجاب له فيؤتاها ،وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة ) .

    [​IMG] وعن أبي هريرة رضي الله عنه ،أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أتى بلحم فرفع إليه ذراعا .. وكانت تعجبه ، فنهش منها نهشة ثم قال : ( أنا سيد الناس يوم القيامة ،وهل تدرون مما ذلك ؟ ،يجمع الله الناس الأولين والآخرين في صعيد واحد يسمعهم الداعي وينفذهم البصر ،وتدنو الشمس فيبلغ الناس من الغم والكرب ما لا يطيقون ولا يحتملون ،فيقول الناس : ألا ترون ما قد بلغكم ؟ ألا تنظرون من يشفع لكم إلى ربكم ؟ فيقول بعض الناس لبعض : عليكم بآدم ، فيأتون آدم عليه السلام فيقولون له : أنت أبو البشر خلقك الله بيده ونفخ فيك من روحه وأمر الملائكة فسجدوا لك .. اشفع لنا إلى ربك ألا ترى ما نحن فيه ؟ ألا ترى ما قد بلغنا ؟ فيقول آدم : إن ربي قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله، ولن يغضب بعده مثله ، وإنه قد نهاني عن الشجرة فعصيته .. نفسي نفسي نفسي .. اذهبوا إلى غيري .. اذهبوا إلى نوح ،فيأتون نوحا فيقولون له مثل ما قالوا لآدم عليه السلام فيرد عليهم مثل ما رد عليهم آدم ، وكذلك يأتون إبراهيم وموسى وعيسى عليهم السلام .. إلا أن عيسى عليه السلام لم يذكر ذنبا ،فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيقولون : يا محمد أنت رسول الله وخاتم الأنبياء وقد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر ،اشفع لنا إلى ربك ، ألا ترى ما نحن فيه ؟ فأنطلق فآتي تحت العرش فأقع ساجدا لربي عز وجل ثم يفتح الله علي من محامده وحسن الثناء عليه شيئا لم يفتحه على أحد قبلي ،ثم يقال : يا محمد ارفع رأسك ، سل تعط ، واشفع تشفع . فأرفع رأسي فأقول : أمتي يا رب أمتي يا رب أمتي يا رب . فيقال : يا محمد ، أدخل من أمتك من لا حساب عليهم من الباب الأيمن من أبواب الجنة ، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب ) .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    وبقوم يخرجون من النار بعدما احترقوا وصاروا فحما ، فيؤمر بهم إلي نهر على باب الجنة كما جَاء الأثر
    .

    [​IMG]أي مما يجب أن نؤمن به الإيمان بالشفاعة في أهل الكبائر ،

    [​IMG]كما في حديث أبي سعيد رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( يدخل الله أهل الجنة الجنة ، يدخل من يشاء برحمته ويدخل أهل النار النار ثم يقول : انظروا من وجدتم في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه ،فيخرجون منها حمما ( اي فحما) قد انتحسوا( أي احترقوا) فيلقون في نهر الحياة أو قال الحيا .. فينبتون فيه كما تنبت الحبة إلى جانب السيل . ألم تروها كيف تخرج صفراء ملتوية (أي ملفوفة منحنية ) .

    [​IMG]وعن عمران بن حصين رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( يخرج قوم من النار بشفاعة محمد صلى الله عليه وسلم فيدخلون الجنة يسمون الجهنميين) .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    كيف شاء وكما شاء إنما هو الإيمان به والتصديق به .


    [​IMG]أي يجب علينا أن نقر وأن نصدق بذلك ولا نبحث عن الكيفية .
    وقد أجمع أهل السنة والجماعة على الشفاعة يوم القيامة
    كما قال ذلك القاضي عياض رحمه الله تعالى .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله :
    والإيمان أن المسيح الدجال خارج .. مكتوب بين عينيه كافر . والأحاديث التي جاءت فيه ، والإيمان بأن ذلك كائن .


    [​IMG]أي يجب علينا أن نؤمن بأن المسيح الدجال خارج ، مكتوب بين عينيه كافر ويجب علينا أن نؤمن بكل الأحاديث الواردة فيه وأن نصدق بها تصديقا جازما ،

    [​IMG]كما في حديث أنس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب .. ألا إنه أعور وإن ربكم ليس بأعور . وإن بين عينيه مكتوب كافر ) .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    وأن عيسي بن مريم عليه السلام ينزل فيقتله بباب لد .


    [​IMG]أي من السنن اللازمة التي يجب أن نؤمن بها وأن نصدق بها تصديقا جازما أن عيسى عليه السلام ينزل من السماء ويقتل المسيح الدجال بباب لد ،وباب لد بلدة قريبة من بيت المقدس .

    [​IMG]قال تعالى :
    { وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته}.

    [​IMG]أي من النصارى من يؤمن بعيسى عليه السلام قبل أن يموت لأن عيسى عليه السلام لم يمت بل رفعه الله عز وجل إلى السماء وسينزل في آخر الزمان ليقتل الخنزير ويضع الجزية {أي لا يقبل الجزية} ويكسر الصليب .

    [​IMG]وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال : ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الدجال ذات غداة فخفض فيه ورفع حتى ظنناه في طائفة النخل {أي في مجموعة النخل} فلما روحنا إليه عرف ذلك فينا فقال : ما شأنكم ؟ قلنا : يا رسول الله ذكرت الدجال غداة فخفضت فيه ورفعت حتى ظنناه في طائفة النخل . فقال : غير الدجال أخوفني عليكم .. إن يخرج وأنا فيكم فأنا حجيجه دونكم ، وإن يخرج ولست فيكم فامرئ حجيج نفسه والله خليفتي على كل مسلم . إنه شاب قطط عينه طافئة كأني أشبهه بعبد العزى بن قطن فمن أدركه منكم فليقرأ عليه فواتح سورة الكهف . إنه خارج خله بين الشام والعراق {أي في طريق بين الشام والعراق} فعاث يمينا وعاث شمالا {أي يفسد في اليمين وفي الشمال} . يا عباد الله فاثبتوا . قلنا : يا رسول الله وما لبثه في الأرض ؟ قال : أربعون يوما .. يوم كسنة ، ويوم كشهر ، ويوم كجمعة ، وسائر أيامه كأيامكم . قلنا : يا رسول الله فذلك اليوم الذي كسنة تكفينا فيه صلاة يوم ؟ قال : لا .. اقدروا له قدره . قلنا : يا رسول الله وما إسراعه في الأرض ؟ قال : كالغيث استدبرته الريح فيأتي على القوم فيدعوهم فيؤمنون به فيستجيبون له ، فيأمر السماء فتمطر والأرض فتنبت فتروح عليهم سارحتهم أطول ما كان الذرا وأسبغه ذروعا وأمده خواصر . ثم يأتي القوم فيدعوهم فيردون عليه قوله فينصرف عنهم فيصبحون ممحلين {أي مجدبين} ليس بأيديهم شيء من أموالهم . ويمر بالخربة فيقول لها أخرجي كنوزك فتتبعه كنوزها كيعاسيب النحل {أي كذكران النحل} . ثم يدعو رجلا ممتلئا شبابا فيضربه بالسيف فيقطعه جذلتين أي قطعتين رمية الغرب {أي في السرعة} ثم يدعوه فيقبل ويتهلل وجهه يضحك .. فبينما هو كذلك إذ بعث الله المسيح بن مريم فينزل عند المنارة البيضاء شرقي دمشق بين مهرودتين {أي ثوبين} واضعا كفيه على أجنحة ملكين إذا طأطأ رأسه قطر ، وإذا رفع رأسه تحدر منه جمان كاللؤلؤ . فلا يحل لكافر يجد ريح نفسه إلا مات ونفسه ينتهي حيث يتنهي طرفه ، فيطلبه حتى يدركه بباب لد فيقتله ) .


    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]

    [​IMG]
    [​IMG]هذا وصل الله وسلم وبارك على نبينا محمد .

    [​IMG] [​IMG] [​IMG]



     
  13. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    وهذا هو الدرس السابع من دروس العقيدة من كتاب حصول المنة بشرح أصول السنة للإمام أحمد رحمه الله تعالى .

    وفي هذا الدرس نتعرف سويا ،على تعريف الإيمان عند أهل السنة والجماعة .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    والإيمان قول وعمل ،يزيد وينقص ،كما جاء فى الخبر "أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا".

    ومن ترك الصلاة فقد كفر، وليس من الأعمال تركه كفر إلا الصلاة، من تركها فهو كافر، وقد أحل الله قتله.

    [​IMG]قوله رحمه الله تعالى :
    《 الإيمان قول وعمل》.

    [​IMG]معنى الإيمان فى اللغة : الإقرار والتصديق.
    يقال آمنت بكذا إذا أقررته وصدقت به.


    [​IMG]أما الإيمان في الشرع فهو قول وعمل ، يزيد وينقص ،قول بالقلب باللسان وعمل بالقلب واللسان والجوارح يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية

    [​IMG]فالإيمان عند أهل السنة والجماعة يتركب من أربع حقائق :

    [​IMG]الأولى : أنه قول بالقلب واللسان.
    [​IMG]الثانية : أنه عمل بالقلب واللسان والجوارح .
    [​IMG]الثالثة : أنه يزيد بالطاعة.
    [​IMG]الرابعة : أنه ينقص بالمعصية.

    وقد أجمع أهل السنة والجماعة على هذه الحقائق الأربع .

    [​IMG]قال الإمام الشافعى رحمه الله : وكان الإجماع من الصحابة والتابعين من بعدهم ومن أدركناهم يقولون :

    (الإيمان قول وعمل ونية).
    لايجزئ واحد من الثلاث إلا بالآخر .

    [​IMG]وقال ابن عبد البر : أجمع أهل الفقه والحديث على أن الإيمان قول وعمل ، ولا عمل إلا بنية .

    والإيمان عندهم يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية . والطاعات كلها عندهم إيمان
    إلا ما ذكر عن أبي حنيفة وأصحابه فإنهم ذهبوا إلى أن الطاعات لاتسمى إيمانا .
    قالوا : إنما الإيمان التصديق والإقرار .
    ومنهم من زاد : والمعرفة

    [​IMG]ومعنى قوله : الإيمان قول ، أي قول القلب وقول اللسان.
    أما قول القلب فهو تصديقه وإيقانه .

    [​IMG]والدليل على أن قول القلب من الإيمان
    قوله تعالى :
    { ولما يدخل الإيمان فى قلوبكم }.

    [​IMG]وقوله تعالى :
    { إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا } .

    وأما قول اللسان فهو النطق بالشهادتين .

    [​IMG]والدليل على أن قول اللسان من الإيمان قوله تعالى :
    {قولوا ءامنا }.

    [​IMG]وحديث رسول الله صل الله عليه وسلم : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام ، وحسابهم على الله ) .

    فمن لم يتكلم بالشهادتين وهو قادر على التكلم كفر بإجماع المسلمين كما قال ذلك شيخ الإسلام رحمه الله تعالى .

    [​IMG]ومعنى قوله رحمه الله تعالى :《الإيمان قول وعمل》.
    أي عمل القلب وعمل اللسان والجوارح .
    أما عمل القلب فهو نيته ومحبته وتوكله على الله .

    [​IMG]والدليل على أن عمل القلب من الإيمان قوله تعالى :
    {ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه }.

    [​IMG]وحديث رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إنما الأعمال بالنية ) .

    وأما عمل اللسان والجوارح، فعمل اللسان مالا يؤدى إلا به، كتلاوة القرآن ،وسائر الأذكار ،
    وعمل الجوارح مالا يؤدى إلا بها مثل القيام والركوع .

    [​IMG]ومن الأدلة على أن عمل اللسان والجوارح من الإيمان ،قول الله تعالى :
    { إنما المؤمنون الذين ءامنوا بالله ورسوله ثم لم يرتابوا وجاهدوا بأموالهم وأنفسهم في سبيل الله أولئك هم الصادقون } .

    [​IMG]وحديث رسول الله صل الله عليه وسلم : ( آمركم بالإيمان بالله . وهل تدرون ما الإيمان بالله ؟ شهادة أن لا إله إلا الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وتعطوا من المغنم الخمس ) .

    [​IMG]ومعنى قوله : 《يزيد وينقص》أي يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .

    [​IMG]لقوله تعالى :
    { ليزدادوا إيمانا مع إيمانهم } .

    [​IMG]وحديث رسول الله صل الله عليه وسلم :
    ( يا معشر النساء تصدقن فإني أريتكن أكثر أهل النار ) . فقلن : وبم يا رسول الله ؟ قال : ( تكثرن اللعن، وتكفرن العشير ) . {أي تجحدن وتنكرن حق الزوج}. قال : ( ما رأيت من ناقصات عقل ودين أذهب للب الرجل الحازم من إحداكن ) . قلن : وما نقصان ديننا وعقلنا يا رسول الله ؟ قال : ( أليس شهادة المرأة مثل نصف شهادة الرجل ؟ ) .قلن : بلى . قال : ( فذلك من نقصان عقلها ) . قال : ( أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم ؟ ) قلن : بلى، قال : ( فذلك من نقصان دينها ) .

    [​IMG]وقول الإمام أحمد رحمه الله كما جاء فى الخبر :
    《 أكمل المؤمنين إيمانا أحسنهم خلقا 》.

    هذا فيه دليل على أن الإيمان يزيد وما من شيء يزيد إلا وهو ينقص .

    [​IMG]وقوله رحمه الله تعالى :
    《 ومن ترك الصلاة فقد كفر ، وليس من الأعمال شيء تركه كفر إلا الصلاة ،
    من تركها فهو كافر، وقد أحل الله قتله 》
    .

    اتفق العلماء على أن من ترك الصلاة جحودا أو استكبارا فهو كافر .

    كما نقل ذلك الإمام ابن قدامة رحمه الله تعالى والإمام النووي رحمه الله تعالى

    واختلفوا فيمن ترك الصلاة تكاسلا على ثلاثة أقوال :

    [​IMG]القول الأول:

    لا يكفر بل يفسق ويستتاب، وإلا قتل حدا .
    وهذا قول الإمام مالك والشافعي .

    [​IMG]القول الثاني :
    يكفر .
    وهذا رواية عن الإمام أحمد رحمه الله تعالى .

    [​IMG]القول الثالث :
    لا يكفر ولا يقتل ولكنه يؤدب.
    وهذا قول الإمام أبي حنيفة رحمه الله تعالى .

    [​IMG]والراجح :
    أن تارك الصلاة تكاسلا أو تهاونا لا يكفر .


    [​IMG]لقوله تعالى :
    {إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء }.

    [​IMG]وقوله تعالى :
    {فإن تابوا وأقاموا الصلاة وءاتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم }.

    [​IMG]وعن أبي هريرة رضي الله تعالي عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، لا يلقي الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة ) .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]


    [​IMG]هذا وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد .


    [​IMG] [​IMG] [​IMG]
     
    أعجب بهذه المشاركة أ.ريحـــانـــة غـــزة
  14. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين ، وأصلي وأسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    وهذا هو الدرس الثامن من دروس العقيدة من كتاب حصول المنة بشرح أصول السنة .

    وفي هذا الدرس نتعرف سويا على جملة مما يجب علينا نحو صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وعلى شيء مما يجب علينا نحو ولاة الأمور .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    وخير هذه الأمة بعد نبيها، أبو بكر الصديق، ثم عمر بن الخطاب، ثم عثمان بن عفان ، يقدم هؤلاء الثلاثة كما قدمهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا في ذلك
    .

    [​IMG]والدليل على ما ذكره الإمام أحمد رحمه الله تعالى حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال :" كنا نخير بين الناس {أي نقول فلان خير من فلان} ، قال : كنا نخير بين الناس في زمن النبي صلى الله عليه وسلم فنخير أبا بكر ، ثم عمر بن الخطاب ، ثم عثمان بن عفان رضي الله عنهم ) .

    [​IMG]وقد أجمع أهل السنة والجماعة على أن أفضل الأمة أبو بكر ، ثم عمر .
    وجمهور السلف على تقديم عثمان رضي الله تعالى عنه على علي في الأفضلية ، كما قال ذلك الإمام ابن الصلاح رحمه الله تعالى .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    ثم بعد هؤلاء الثلاثة أصحاب الشورى الخمسة : علي بن أبي طالب ، وطلحة ، والزبير ، وعبد الرحمن بن عوف ، وسعد كلهم يصلح للخلافة ، وكلهم إمام .


    وذلك لأجل أن عمر رضي الله تعالى عنه رشحهم للخلافة كما في حديث استشهاده رضي الله تعالى عنه أن الناس قالوا : أوص يا أمير المؤمنين ، استخلف ، قال : ما أجد أحدا أحق بهذا الأمر من هؤلاء النفر الذين توفي النبي صلى الله عليه وسلم وهو عنهم راض ، فسمى عليا وعثمان ، والزبير ، وطلحة ، وسعدا ، وعبد الرحمن .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    ونذهب في ذلك إلى حديث ابن عمر : كنا نعد ورسول الله صلى الله عليه وسلم حي وأصحابه متوافرون أبو بكر ، ثم عمر ، ثم عثمان ، ثم نسكت ، ثم من بعد أصحاب الشورى أهل بدر من المهاجرين ثم أهل بدر من الأنصار من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم .


    [​IMG]والدليل على أفضلية أهل بدر حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( لعل الله أن يكون قد اطلع على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم ) .

    [​IMG]والدليل على تقديم المهاجرين على الأنصار أن المهاجرين جمعوا بين النصرة والهجرة فقد هجروا أوطانهم وأموالهم وأهليهم إلى الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ، ونصروا لله ورسوله صلى الله عليه وسلم .

    وقد نقل الإمام ابن الصلاح رحمه الله تعالى عن أبي منصور البغدادي رحمه الله
    قال : أصحابنا مجمعون على أن أفضل الصحابة الخلفاء الأربعة ، ثم الستة الباقون إلى تمام العشرة ، ثم البدريون ، ثم أصحاب أحد ،ثم أهل بيعة الرضوان بالحديبية .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    على قدر الهجرة والسابقة أولا فأول ، أي الصحابة متفاضلون فيما بينهم على قدر هجرتهم وسابقتهم في الإسلام .


    [​IMG]قال الله عز وجل :
    { لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى والله بما تعملون خبير } .

    [​IMG]وقال الله سبحانه وتعالى :
    {وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار وَاَلَّذِينَ اِتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّات تَجْرِي تَحْتهَا الْأَنْهَار خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْز الْعَظِيم } .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الذي بعث فيهم .


    [​IMG]وذلك لحديث عمران بن حصين رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( خير أمتي قرني ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم ) .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    وكل من صحبه سنة أو شهرا أو يوما أو ساعة أو رآه فهو من أصحابه ، له الصحبة على قدر ما صحبه وكانت سابقته معه وسمع منه ونظر إليه نظرة .


    [​IMG]أي كل من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على ذلك فهو من أصحابه وله فضل الصحبة .

    [​IMG]قال الإمام البخاري رحمه الله : ومن صحب النبي صلى الله عليه وسلم أو رآه من المسلمين فهو من أصحابه .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    فأدناهم صحبة أفضل من القرن الذي لم يروه ، ولو لقوا الله بجميع الأعمال كان هؤلاء الذين صحبوا النبي صلى الله عليه وسلم أو رأوه وسمعوا منه أفضل لصحبتهم من التابعين ولو عملوا كل أعمال الخير .


    [​IMG]وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أصحابيلا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ، ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ) .

    [​IMG]قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : معنى هذا الحديث : لو أنفق أحدكم مثل أحدٌ ذهبا ما بلغ ثوابه في ذلك ثواب نفقة أحد أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    والسمع والطاعة للأئمة وأمير المؤمنين البر والفاجر .


    [​IMG]أي من السنن اللازمة التي يجب أن نؤمن بها، السمع والطاعة لأئمة المسلمين سواء كانوا بارين أو فاجرين ، وهذا خلافا للرافضة والخوارج الذين يرون جواز الخروج على ولاة الأمور .

    [​IMG]ومن الأدلة على ذلك قوله تعالى :
    { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ منكم }.

    [​IMG]وعن عبادة بن الصامت رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اسمع وأطع في عسرك ويسرك ، ومنشطك ومكرهك ، وأثرة عليك ، وإن أكلوا مالك ، وضربوا ظهرك ) .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    ومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به ، ومن عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين .


    [​IMG]ومعنى قوله : ومن ولي الخلافة واجتمع الناس عليه ورضوا به : أي من تولى الخلافة وأجمع أهل الحل والعقد عليه ، وجب له السمع والطاعة . وهذا هو الطريق الأول لتنصيب ولي الأمر .

    [​IMG]ومعنى قوله : ومن عليهم بالسيف حتى صار خليفة وسمي أمير المؤمنين : أي إن تغلب على الناس رجل واستقر الأمر له وجب له السمع والطاعة ، وهذا هو الطريق الثاني لتنصيب ولي الأمر .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    والغزو ماضٍ مع الإمام إلى يوم القيامة البر والفاجر لا يترك .


    [​IMG]أي من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يرون وجوب الجهاد مع الإمام أو نائبه ، سواء كان برا أو فاجرا .

    [​IMG]والأدلة على وجوب الجهاد كثيرة ، منها قوله تعالى :
    {فَقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لَا تُكَلَّفُ إِلَّا نَفْسَكَ ۚ وَحَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ ۖ عَسَى اللَّهُ أَن يَكُفَّ بَأْسَ الَّذِينَ كَفَرُوا ۚ وَاللَّهُ أَشَدُّ بَأْسًا وَأَشَدُّ تَنكِيلًا }.

    [​IMG]وعن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله ، ويقيموا الصلاة ، ويؤتوا الزكاة ) .

    [​IMG]وعن أبي بكر رضي الله تعالى عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما ترك قوم الجهاد إلا عمهم الله بالعذاب ) .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    وقسمة الفيء وإقامة الحدود إلى الأئمة ماض ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم .


    [​IMG]معنى قوله : وقسمة الفيء : أي توزيع الغنائم، فالذي يتولى توزيع الغنائم بين مستحقيها هم الأئمة .

    [​IMG]معنى قوله : وإقامة الحدود إلى الأئمة ماض : أي الذي يتولى إقامة الحدود كحد الزنا والقتل ونحوه ، الأئمة ، فلا يجوز لأحدٍ أن يقيم الحدود دون الإمام أو نائبه .

    [​IMG]ومعنى قوله : ليس لأحد أن يطعن عليهم ولا ينازعهم : أي سواء كان في الحكم أو في قسمة الغنائم أو إقامة الحدود ، لأن هذا من فعل الخوارج والمعتزلة .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]

    [​IMG]هذا وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد .


    [​IMG] [​IMG]
     
  15. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    وهذا هو الدرس التاسع من دروس العقيدة من كتاب حصول المنة بشرح أصول السنة .
    وفي هذا الدرس نتعرف سويا على جملة مما يجب علينا نحو ولاة الأمور .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى متحدثا عما يجب علينا نحو ولاة الأمور :
    " ودفع الصدقات إليهم جائزة نافذة من دفعها إليهم أجزأت عنه ، براً كان أو فاجرا ".


    [​IMG]أي يجوز لنا أن ندفع الزكوات إلى ولاة الأمور سواءٌ كانوا بارينَ أو فاجرين ، فإذا دفعناها إليهم أجزأت عنا .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    "وصلاةُ الجمعة خلفه وخلف من ولاهُ جائزة باقية ، تامة ركعتين . من أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنة ، ليس له من فضل الجمعة شيء إذا لم ير الصلاة خلف الأئمة من كانوا برهم وفاجرهم . فالسنة بأن يصلي معهم ركعتين وتدين بأنها تامة لا يكن في صدرك من ذلك شيء
    .

    [​IMG]معنى قوله : وصلاة الجمعة خلفه وخلف من ولاه جائزة باقية تامة ركعتين من أعادهما فهو مبتدع تارك للآثار مخالف للسنة : أي أن أهل السنة يرون وجوب صلاة الجمعة خلف الإمام برا كان أو فاجرا ، ومن صلى وراءه ثم أعادها فهو مبتدع لمخالفته الآثارَ الورادة في ذلك .

    [​IMG]ومعنى قوله : ليس له من فضل الجمعة شيء إذا لم ير الصلاة خلف الأئمة من كانوا برهم وفاجرهم : أي من صلى الجمعة وراء الإمام ثم أعادها فليس له من فضل ثواب الجمعة شيء لأنه خالف جماعة المسلمين .

    [​IMG]ومعنى قوله : فالسنة بأن يصلي معهم ركعتين وتدين بأنها تامة : أي تعتقد أنها تامة وليست ناقصة .

    [​IMG]ومعنى قوله : لا يكن في صدرك من ذلك شيء : أي من كونها تامة وصحيحة ، فمن شك في ذلك فليس له من فضل ثواب الجمعة شيء .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    "ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين ، وقد كانوا اجتمعوا عليه وأقروا بالخلافة بأي وجه كان ، بالرضا أو الغلبة ، فقد شق هذا الخارج عصا المسلمين وخالف الآثار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . فإن مات الخارج عليه مات ميتة جاهلية أي كما يموت أهل الجاهلية من الضلال"
    .

    هنا ذكر الإمام أحمد رحمه الله تعالى ثلاثة آثار للخروج على الحكام :

    [​IMG] الاول : شق عصا المسلمين .
    [​IMG]الثاني : مخالفة السنة .
    [​IMG]الثالث :الخارج يموت ميتة جاهلية .

    [​IMG]وذلك كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من خلع يدا من طاعة ، لقي الله يوم القيامة لا حجة له ، ومن مات وليس في عنقه بيعة ، مات ميتة جاهلية ) .

    [​IMG]وقال صلى الله عليه وسلم : ( من كره من أميره شيئا فليصبر ، فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية ) .

    [​IMG]وعن عبادة رضي الله تعالى عنه قال : دعانا النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه فقال فيما أخذ علينا : ( أن بايعنا على السمع والطاعة ، في منشطنا ومكرهنا ، وعسرنا ويسرنا وأثرةً علينا ، وأن لا ننازع الأمر أهله ، إلا أن تروا كفرا بواحا ، عندكم من الله فيه برهان ) .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    " ولا يحل قتال السلطان ، ولا الخروج عليه لأحد من الناس ، فمن فعل ذلك فهو مبتدع على غير السنة والطريقة " .


    [​IMG]أي من أصول أهل السنة والجماعة أنهم يرون حرمة الخروج على السلطان خلافاً للخوارج والمعتزلة الذين يرون جواز ذلك ، فمن قاتل السلطان أو خرج عليه فهو ضالٌ مبتدعٌ على غير سنة رَسُول الله صلى الله عليه وسلم .

    [​IMG]فعن عرفجة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إنه ستكون هنات وهنات ، فمن أراد أن يفرق أمر هذه الأمة وهي جميع فاضربوه بالسيف كائنا من كان ) .

    [​IMG]وقال صلى الله عليه وسلم : ( ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون ، فمن عرف برئ ، ومن أنكر سلم ، ولكن من رضي وتابع ) . قالوا : أفلا نقاتلهم ؟ قال : ( لا ، ما صلوا ) .

    [​IMG]قال الإمام النووي رحمه الله تعالى : " أما الخروج عليهم وقتالهم فحرام بإجماع المسلمين ، وإن كانوا فسقة ظالمين ، وقد تظاهرت الأحاديث بمعنى ما ذكرته ، وأجمع أهل السنة أنه لا ينعزل السلطان بالفسق ".

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    " وقتال اللصوص والخوارج جائز إذا عرضوا للرجل في نفسه وماله ، فله أن يقاتل عن نفسه وماله ويدفع عنها بكل ما يقدر ، وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم ، ولا يتبع آثارهم ، ليس لأحد إلا الإمام ، أو ولاة المسلمين . إنما له أن يدفع عن نفسه في مقامه ذلك ، وينوي بجهده ألا يقتل أحدا . فإن مات على يديه في دفعه عن نفسه في المعركة ، فأبعد الله المقتول . وإن قتل هذا في تلك الحال وهو يدفع عن نفسه وماله رجوت له الشهادة كما جاء في الأحاديث . وجميع الآثار في هذا إنما أمر بقتاله ولم يؤمر بقتله ولا اتباعه ، ولا يجهز عليه إن صرع أو كان جريحا . وإ
    ن أخذه أسيرا فليس له أن يقتله ولا يقيم عليه الحد ، ولكن يرفع أمره إلى من ولاه الله فيحكم فيه ) .

    [​IMG]معنى قوله : وقتال اللصوص والخوارج جائز إذا عرضوا للرجل في نفسه وماله فله أن يقاتل عن نفسه وماله ويدفع عنها بكل ما يقدر : أي من السنة جواز قتال اللصوص والخوارج إذا تعرضوا للرجل لقتله ، أو لأخذ ماله ، وله أن يدفع عن نفسه وماله بما يستطيع .

    [​IMG]وذلك لحديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، أرأيت إن جاء رجل يريد أخذ مالي ؟ قال : ( فلا تعطه مالك ) ، قال : أرأيت إن قاتلني ؟ قال : ( قاتله ) ، قال : أرأيت إن قتلني ؟ قال : ( فأنت شهيد ) ، قال : أرأيت إن قتلته ؟ قال : ( هو في النار ) .

    [​IMG]ومعنى قوله : وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم ولا يتبع آثارهم ليس لأحد إلا الإمام أو ولاة المسلمين إنما له أن يدفع عن نفسه في مقامه ذلك : أي ليس لأحد أن يطلب اللصوص والخوارج أو يتبع آثارهم إذا هربوا إلا الإمام أو نائبه ، وإنما على من تعرضوا له المدافعة في مقامه فقط ، فلا يتبع لهم فار . ويحرم قتل مدبرهم .

    [​IMG]فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال : ( شهدت صفين ، فكانوا لا يجهزون على جريح ، ولا يقتلون موليا ولا يسلبون قتيلا ) .

    [​IMG]ومعنى قوله : وينوي بجهده ألا يقتل أحدا فإن مات على يديه في دفعه عن نفسه في المعركة فأبعد الله المقتول : أي ينوي عند الدفاع عن نفسه وماله ألا يقتل أحدا فإن مات على يديه فيكون الله سبحانه وتعالى أبعده بالموت . ولا يجوز قتله إن أمكن دفعه بالأخف ، لأن المقصود كفهم ودفع شرهم ، لا قتلهم .

    [​IMG]ومعنى قوله : وإن قتل هذا في تلك الحال وهو يدفع عن نفسه وماله رجوت له الشهادة كما جاء في الأحاديث : أي إن قتل المدافع عن نفسه وماله فهو شهيد

    [​IMG]كما في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( من قتل دون ماله فهو شهيد ) .

    [​IMG]ومعنى قوله : وجميع الآثار في هذا إنما أمر بقتاله ولم يؤمر بقتله ولا اتباعه : أي كل الأحاديث المروية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرت بقتال اللصوص والخوارج ولم تأمر بقتلهم ، كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه المتقدم .

    [​IMG]ومعنى قوله : ولا يجهز عليه إن صرع أو كان جريحا : أن يحرم الإسراع في قتلهم إن صرعوا ، ويحرم قتل جريحهم .

    [​IMG]وذلك لحديث أبي أمامة رضي الله عنه قال [​IMG] شهدت صفين فكانوا لا يجهزون على جريح ، ولا يقتلون موليا ، ولا يسلبون قتيلا ) .

    [​IMG]ومعنى قوله : وإن أخذه أسيرا فليس له أن يقتله ولا يقيم عليه الحد ولكن يرفع أمره إلى من ولاه الله فيحكم فيه : أي لا يجوز له أن يقتل الصائل أو الخارجي ، ولا يجوز له أن يقيم عليه الحد إن أخذه أسيرا ، إنما يجب عليه أن يرفع أمره لولاة الأمور ليحكموا فيه ، لأن هذا من اختصاصات الإمام .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]
    هذا وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد .
    [​IMG] [​IMG]
     
  16. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى
    [​IMG]



    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين، وأصلي وأسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

    وهذا هو الدرس العاشر من دروس العقيدة من كتاب حصول المنة بشرح أصول السنة للإمام أحمد رحمه الله تعالى .

    وفي هذا الدرس نتعرف سويا على حكم الشهادة للمسلم بالجنة أو بالنار ، وحكم مرتكب الكبيرة ، وحكم من مات على الكفر .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]

    قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    "ولا نشهد على أهل
    القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار ، نرجو للصالح ، ونخاف عليه ، ونخاف على المسيء المذنب ، ونرجو له رحمة الله" .

    [​IMG]معنى قوله : ولا نشهد على أهل القبلة بعمل يعمله بجنة ولا نار ، أي لا نشهد لأحد معين من أهل القبلة ، وهم المسلمون ، بالجنة أو بالنار إلا من ورد فيه نص أنه من أهل الجنة ، أو من أهل النار .
    وممن ورد فيهم نص أنهم من أهل الجنة العشرة المبشرون بالجنة .

    [​IMG]فعن سعيد بن زيد رضي الله تعالى عنه قال : أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أني سمعته وهو يقول : ( عشرة في الجنة : النبي في الجنة ، وأبو بكر في الجنة ، وعمر في الجنة ، وعثمان في الجنة ، وعلي في الجنة ، وطلحة في الجنة ، والزبير بن العوام في الجنة ، وسعد بن مالك في الجنة ، وعبد الرحمن بن عوف في الجنة ،
    ولو شئت لسميت العاشر )

    قال : فقالوا : من هو ؟فسكت ..
    قال : فقالوا : من هو ؟فقال : (هو سعيد بن زيد) .

    [​IMG]ولا يجوز لنا أن نشهد على أحد معين من فساق المؤمنين بالنار إلا بنص من الكتاب أو السنة ، أما الكافر الأصلي ، كالنصراني و اليهودي ، فنشهد له بالنار إن مات على كفره .

    [​IMG]فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( حيثما مررت بقبر مشرك فبشره بالنار ) .

    [​IMG]ومعنى قوله : نرجو للصالح ،
    أي نرجو من الله سبحانه وتعالى أن يدخل الرجل الصالح الجنة .

    [​IMG]ومعنى قوله : ونخاف عليه ؛
    أي نخاف على الرجل الصالح من النار .

    [​IMG]قال تعالى :
    { أَفَأَمِنُوٱ مَكْرَ ٱللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ ٱللَّهِ إِلَّا ٱلْقَوْمُ ٱلْخَاسِرُونَ } .

    [​IMG]ومعنى قوله : ونخاف على المسيء المذنب ،
    أي من عذاب الله سبحانه وتعالى .

    [​IMG]قال تعالى :
    { إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } .

    [​IMG]ومعنى قوله : ونرجو له رحمة الله ،
    أي نطمع ونرجو أن يرحم الله سبحانه وتعالى المذنب ويدخله الجنة .

    [​IMG]قال تعالى :
    { أُولَٰئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَىٰ رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ ۚ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ كان محذورا } .

    [​IMG]وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بالله عز وجل ) .
    [​IMG]قال العلماء :
    " هذا تحذير من القنوط ، وحث على الرجاء عند الخاتمة ،
    ومعنى حسن الظن بالله تعالى أن يظن العبد بربه سبحانه وتعالى أنه يرحمه ويعفو عنه" .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    "ومن لقي الله بذنب يجب له النار ، تائبا غير مصر عليه ، فإن الله يتوب عليه ، ويقبل التوبة عن عباده ، ويعفو عن السيئات"
    .

    [​IMG]معنى قوله : ومن لقي الله بذنب يجب له النار تائبا غير مصر عليه فإن الله يتوب عليه ،
    أي من مات غير مصر على كبيرة من الكبائر توجب له النار فإن الله يتوب عليه .

    [​IMG]كما قال تعالى :
    {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } .

    [​IMG]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله عز وجل يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار ، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل ، حتى تطلع الشمس من مغربها ) .

    [​IMG]ومعنى قوله : ويقبل التوبة عن عبادة ويعفو عن السيئات ،
    أي من رحمة الله سبحانه وتعالى أنه يقبل التوبة من عباده إذا تابوا إليه ، ويعفو عن سيئاتهم .

    [​IMG]كما قال سبحانه :
    { وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ } .

    [​IMG]وقال تعالى :
    { أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ } .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    "من لقيه وقد أقيم عليه حد ذلك الذنب في الدنيا ، فهو كفارته ، كما جاء في الخبر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم" .


    [​IMG]أي من مات على معصية وقد أقيم عليه حدها في الدنيا فهو كفارة له .

    [​IMG]كما في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه ، أن رسوللله صلى الله عليه وسلم قال ، وحوله عصابة من أصحابه : ( بايعوني أن لا تشركوا بالله شيئا ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوا في معروف . فمن وفى منكم فأجره على الله . ومن أصاب من ذلك شيئا فعوقب في الدنيا فهو كفارة له ، ومن أصاب من ذلك شيئا ، ثم ستره الله فهو إلى الله ، إن شاء عفا عنه وإن شاء عاقبه ) .

    [​IMG]قال الإمام النووي :
    "في هذا الحديث فوائد ، منها أن من ارتكب ذنبا يوجب الحد ، فَحُد َ، سقط عنه الإثم ) .

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    " ومن لقيه مصرا غير تائب من الذنوب التي استوجب بها العقوبة ، فأمره إلى الله إن شاء عذبه وإن شاء غفر له"
    .

    [​IMG]أي من مات من الموحدين مصرا على معصية فإنه يستحق بهذه المعصية العقوبة ، فإن شاء عذبه الله بعدله ، وإن شاء غفر له بفضله .

    [​IMG]كما قال سبحانه :
    {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا } .

    [​IMG]وكما في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه المتقدم ، وفيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ومن أصاب من ذلك شيئا ، ثم ستره الله فهو إلى الله ، إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عاقبه ) .

    [​IMG]قال الإمام النووي رحمه الله تعالى :
    "في هذا الحديث فوائد منها ، الدلالة لمذهب أهل الحق أن المعاصي غير الكفر لا يقطع لصاحبها بالنار إذا مات ولم يتب منها ، بل هو بمشيئة الله تعالى إن شاء عفا عنه ، وإن شاء عذبه ..

    خلافا للخوارج والمعتزلة ، فإن الخوارج يكفرون بالمعاصي ،
    هذا وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد. والمعتزلة يقولون : لا يكفر ، ولكن يخلد في النار ) .


    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    "ومن لقيه من كافر عذبه ولم يغفر له" .


    [​IMG]أي من مات كافرا عذبه الله ولم يغفر له ذنبه .

    [​IMG]وذلك لقوله تعالى :
    {إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَاءُ ۚ وَمَن يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَىٰ إِثْمًا عَظِيمًا } .

    [​IMG]وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( من لقي الله لا يشرك به شيئا دخل الجنة ، ومن لقيه يشرك به دخل النار ) .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]

    [​IMG]ا هذاوصل اللهم وسلم وباركعلي نبينا محمد


    [​IMG] [​IMG] [​IMG]


     
  17. فاتن محمد

    فاتن محمد معلمة فاضلة معلمة فاضلة

    إنضم إلينا في:
    ‏17 يناير 2016
    المشاركات:
    65
    الإعجابات المتلقاة:
    66
    نقاط الجائزة:
    28
    الجنس:
    أنثى
    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على سيد المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
    وهذا هو الدرس الحادي عشر من دروس العقيدة من كتاب حصول المنة بشرح أصول السنة للإمام أحمد رحمه الله تعالى.
    وفي هذا الدرس نتعرف سويا على حكم الرجم وحكم من انتقص أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    "والرجم حق على من زنا وقد أحصن إذا اعترف أو قامت عليه بينة ، وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد رجمت الأئمة الراشدون" .


    [​IMG]معنى قوله رحمه الله : والرجم حق على من زنا ، أي يجب الرجم على الزاني ، والرجم هو الرمي بالحجارة حتى الموت.

    [​IMG]معنى قوله : وقد أحصن ، أي تزوج زواجا صحيحا.

    [​IMG]قال ابن المنذر رحمه الله تعالى :
    "وأجمعوا على أن الحر إذا تزوج حرة تزويجا صحيحا ، ووطئها في الفرج أنه محصن ، يجب عليهما الرجم إذا زنيا.


    [​IMG]ومعنى قوله : إذا اعترف ، هذا هو الطريق الأول لثبوت حد الزنا ، وهو أن يقر الزاني على نفسه أربع مرات .

    [​IMG]وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم ،قال : " واغد يا أنيس إلى امرأة هذا فإن اعترفت فارجمها ".

    [​IMG]ومعنى قوله : أو قامت عليه بينة ، هذا هو الطريق الثاني لثبوت حد الزنا ، وهو أن يشهد على الزاني أربعة شهداء من المسلمين الأحرار العدول .

    [​IMG]وذلك لقوله تعالى :
    { لَوْلَا جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَاءَ ۚ }.

    [​IMG]قال ابن المنذر رحمه الله :
    "وأجمعوا على أن الشهادة على الزنا أربعة ، لا يقبل أقل منهم ".


    [​IMG]ومعنى قوله : وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وقد رجمت الأئمة الراشدون ، أي رجم النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون الزناة المحصنين .

    [​IMG]وذلك كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال : قال عمر وهو جالس على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله قد بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق ، وأنزل عليه الكتاب . فكان مما أنزل عليه آية الرجم ، قرأناها ووعيناها وعقلناها ، فرجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده ، فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل : ما نجد الرجم في كتاب ، فيضل بترك فريضة أنزلها الله ، وإن الرجم في كتاب الله حق على من زنا إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ).

    [​IMG]ومعنى قوله : أو كان الحبل ، أي الحمل دليل على الزنا ، إن لم تكن المرأة متزوجة.

    وقد نص الإمام أحمد رحمه الله تعالى على الرجم ولم ينص على الجلد لأن الخوارج والمعتزلة أنكروا الرجم دون الجلد ، لأن الرجم لم يرد في كتاب الله تعالى وهم لا يأخذون السنة الآحاد.

    [​IMG]قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى :
    " ومن انتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أبغضه بحدث منه أو ذكر مساوئه كان مبتدعا حتى يترحم عليهم جميعا ويكون قلبه لهم سليما ".


    [​IMG] معنى قوله : ومن انتقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أي سبه أو شتمه أو استهزأ به أو سخر منه.

    [​IMG]ومعنى قوله : أو بغضه ، أي كرهه.

    [​IMG]ومعنى قوله : بحدث منه ، كذكر ما شجر بين على رضي الله عنه ومعاوية رضي الله عنه ، فلا يجوز لنا أن نخوض في هذه الأمور ، ويجب علينا أن نعتقد أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا مجتهدين فيما حدث بينهم . فمنهم المصيب ومنهم المخطئ . فالمصيب له أجران ، والمخطئ له أجر واحد .

    [​IMG]كما قال ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران ، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر".

    [​IMG]ومعنى قوله : أو ذكر مساوئه ، أي ذكر عيوبه.

    [​IMG]ومعنى قوله : كان مبتدعا حتى يترحم عليهم جميعا ويكون قلبه لهم سليما ، أي من فعل هذه المذكورات يصير مبتدعا حتى يترحم على جميع الصحابة رضي الله عنهم ، ويكف عن سبهم وذكر مساوئهم.

    [​IMG]وذلك لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " لا تسبوا أصحابي ، لا تسبوا أصحابي ، فوالذي نفسي بيده لو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه ".

    [​IMG]وقال صلى الله عليه وسلم : " من سب أصحابي فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ".

    [​IMG]وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " آية الإيمان حب الأنصار وآية النفاق بغض الأنصار ".

    [​IMG]أي من علامات الإيمان حب أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومن علامات النفاق بغض أنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم .

    [​IMG][​IMG][​IMG][​IMG][​IMG]
    [​IMG]هذا وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد.
     
جاري تحميل الصفحة...

مشاركة هذه الصفحة